صار حالهن بعد ذلك العزّ في ظلال أبي عبد الله وأبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين ( عليهما السلام ) فأصبحن في يدي زجر وشمر . ولله درّ الحاج الفاضل عبد الله الذهبة البحراني الخطي عليه الرحمة إذ يقول : < شعر > عَزَّ على الأملاكِ والرُّسْلِ أن * تمسي لأبناءِ الغوى منهبا تودُّ لو أنَّ الدجى سرمدٌ * لِمَا عن الرائي لها غيَّبا وإن بدا الصُّبْحُ دَعَتْ من حَيَاً * يا صبحُ لا أهلا ولا مرحبا أبديتَ يا صُبْحُ لنا أوجهاً * لها جَلاَلُ اللهِ قد حجَّبا تُرَاكَ قد هانت عليك التي * عن شأنِها القرآنُ قد أعربا فما جنى يا شمسُ جان كما * جنيتِ في حُرَّاتِ آلِ العَبَا ( 1 ) < / شعر > روى السيد ابن طاووس عليه الرحمة عن بعض الرواة قال : وجاءه عبد الله بن العباس وعبد الله بن الزبير ، فأشارا عليه بالإمساك ، فقال لهما : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد أمرني بأمر وأنا ماض فيه ، قال : فخرج ابن العباس وهو يقول : وا حسيناه . ولله درّ الحجة الشيخ علي الجشي عليه الرحمة إذ يقول : < شعر > ولستُ أنسى ابنَ عباس غداةَ دَعَا * دَعِ الودائعَ في أوطانِ أهليها إنّي لأخشى عليها الهَتْكَ بعد بني * عَمْروِ العُلاَ حيث لا حام فيحميها فقال هنَّ معي ما عشتُ أكفُلُها * وقد قضى اللهُ ما قد خِفْتَهُ فيها < / شعر > وقال أيضاً عليه الرحمة : < شعر > ولستُ أنسى ابنَ عباس غداةَ دعا * دَعِ الحرائرَ أخشى مَا تلاقيه ومذ وَعَت زينبٌ ذاك الخطابَ بكت * خَلْفَ الحجابِ ونادت لا نخلّيه دعنا نموتُ ونحيى والحسينُ وهل * أبقى الزمانُ إلينا من نرَجّيه < / شعر >
1 - رياض المدح والرثاء ، الشيخ حسين القديحي : 564 .