تملأ عيناه لحيته ، وحتى يبكي لبكائه رحمة له من رآه ، وإن الملائكة الذين عند قبره ليبكون فيبكي لبكائهم كل من في الهواء والسماء من الملائكة ( 1 ) . وعن ابن خارجة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : كنا عنده فذكرنا الحسين بن علي ( عليه السلام ) وعلى قاتله لعنة الله ، فبكى أبو عبد الله ( عليه السلام ) وبكينا ، قال : ثم رفع رأسه فقال : قال الحسين بن علي ( عليه السلام ) : أنا قتيل العبرة ، لا يذكرني مؤمن إلاَّ بكى ، وذكر الحديث ( 2 ) . وعن أبي عمارة المنشد قال : ما ذكر الحسين بن علي ( عليه السلام ) عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) في يوم قط فرئي أبو عبد الله ( عليه السلام ) متبسِّماً في ذلك اليوم إلى الليل ، وكان أبو عبد الله ( عليه السلام ) يقول : الحسين عبرة كل مؤمن ( 3 ) . وروى داود الرقي ، قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) إذا استسقى الماء ، فلمَّا شربه رأيته قد استعبر ، واغرورقت عيناه بدموعه ، ثمَّ قال لي : يا داود ، لعن الله قاتل الحسين ( عليه السلام ) ، فما من عبد شرب الماء فذكر الحسين ولعن قاتله إلاَّ كتب الله له مائة ألف حسنة ، وحطَّ عنه مائة ألف سيئة ، ورفع له مائة ألف درجة ، وكأنما أعتق مائة ألف نسمة ، وحشره الله يوم القيامة ثلج الفؤاد ( 4 ) . وروي أن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال لعبد الله بن حمّاد البصري في مصيبة الحسين ( عليه السلام ) : فإنه غريب بأرض غربة ، يبكيه من زرارة ، ويحزن له من لم يزره ، ويحترق له من لم يشهده ، ويرحمه من نظر إلى قبر ابنه عند رجله ، في أرض فلاة ، لا حميم قربه ولا قريب ، ثمَّ مُنع الحق ، وتوازر عليه أهل الردّة ، حتى قتلوه وضيَّعوه وعرَّضوه للسباع ، ومنعوه شرب ماء الفرات الذي يشربه الكلاب ، وضيَّعوا حقَّ
1 - كامل الزيارات ، ابن قولويه : 167 - 168 ح 58 بحار الأنوار ، العلامة المجلسي : 45 / 206 ح 13 . 2 - بحار الأنوار ، العلامة المجلسي : 44 / 279 ح 5 . 3 - بحار الأنوار ، العلامة المجلسي : 44 / 280 ح 11 . 4 - كامل الزيارات ، ابن قولويه : 212 ح 1 .