مقدّمة الكتاب الحمد لله ربِّ العالمين ، وبه تعالى نستعين ، وصلَّى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين ، وبعد : فإن من نعم الباري تعالى علينا تلكم المجالس التي تُعقد لإحياء أمر أهل بيت العصمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، وذكر فضائلهم وما حلَّ بساحتهم الشريفة ، وخصوصاً المآتم الحسينيّة التي تقام في كل عام في أيام العشرة من المحرَّم الحرام ، وممَّا لا شك فيه أنها مجالس يُحبّها الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) وأهل بيته ( عليهم السلام ) ; إذ يتمّ من خلالها تأدية الواجب الملقى على عواتقنا ، وهو تشييد ذكرهم وإحياء أمرهم ، ومواساتهم في أحزانهم وما حلَّ بهم ، والتعرّف على منهجهم القويم السويّ ، والسير على خطاهم وتعاليمهم وإرشاداتهم ، وهذه المجالس تُعدّ الرافد الأول لثقافتنا الدينيّة والأخلاقيّة ، إذ يتم من خلالها عرض تعاليم أهل البيت ( عليهم السلام ) وإرشاداتهم ووصاياهم ، ذلك المعين الصافي الذي لا ينضب . وهذا الاهتمام التشديد الذي يلمسه كل إنسان عند أتباع وشيعة أهل البيت ( عليهم السلام ) في ارتياد هذه المجالس التي تُعقد في شتى المناسبات المرتبطة بتأريخ وحياة أهل البيت ( عليهم السلام ) وإحيائها والعناية الشديدة بها ، نابع - بلا شك - من ولائهم الصادق لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومواساتهم لعترته وأهل بيته ( عليهم السلام ) ، الذين أُوذوا وشُرِّدوا