المشهور في زمن المقتدر العباسي ، فمن ذلك قوله في تخريب المتوكل قبر الحسين بن علي ( عليه السلام ) ، وأمره بأن يُزرع ويُمحى رسمه ، وكان شديد التحامل على علي وولده ( عليهم السلام ) ، قال ابن بسَّام هذا في ذلك : < شعر > تَاللهِ إنْ كانت أُميَّةُ قَدْ أَتَتْ * قَتْلَ ابنِ بِنْتِ نبيِّها مظلوما فَلَقَدْ أَتَاهُ بنو أبيه بمِثْلِهِ * هذا لَعَمْرُكَ قَبْرُهُ مهدوما أَسِفُوا على أَنْ لا يكونوا شَارَكوا * في قَتْلِهِ فَتَتَبَّعُوه رَمِيما ( 1 ) < / شعر > وجاء في الدر النظيم وغيره : عن هشام بن محمد ، قال : لمَّا أُجري الماء على قبر الحسين ( عليه السلام ) نضُب بعد أربعين يوماً ، وامتحى أثر القبر ، فجاء أعرابي من بني أسد ، فجعل يأخذ قبضة قبضة ويشمّه ، حتى وقع على قبر الحسين ( عليه السلام ) فبكى حين شمَّه ، وقال : بأبي وأمي ، ما كان أطيبك ! وأطيب قبرك وتربتك ! ثمَّ أنشأ يقول : < شعر > أَرَادُوا لِيُخْفُوا قَبْرَه عن وَلِيِّهِ * فَطِيْبُ تُرَابِ الْقَبْرِ دَلَّ على الْقَبَرِ ( 2 ) < / شعر > فما أحقَّه صلوات الله وسلامه عليه بهذه الفقرة المنيفة في زيارته الشريفة : أشهد لقد طيَّب الله بك التراب ، وأوضح بك الكتاب . ذكر المسعودي أن المنتصر لمَّا استخلف أمِنَ الناس ، وتقدَّم بالكفِّ عن آل أبي طالب ، وترك البحث عن أخبارهم ، وأن لا يُمنع أحدٌ زيارة الحيرة لقبر الحسين ( عليه السلام ) ، ولا قبر غيره من آل أبي طالب ، وأمر بردّ فدك إلى ولد الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، وأطلق أوقاف آل أبي طالب ، وترك التعرُّض لشيعتهم ، ودفع
1 - البداية والنهاية ، ابن كثير : 11 / 143 ، سير أعلام النبلاء ، الذهبي : 12 / 35 ، ونسب البيت في النجوم الزاهرة : 2 / 284 ، و 235 إلى يعقوب بن السكيت . 2 - الدر النظيم ، ابن حاتم الشامي : 572 ، تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر : 14 / 245 ، تهذيب الكمال ، المزي : 6 / 444 ، سير أعلام النبلاء ، الذهبي : 3 / 317 .