أجري على قبر الحسين ( عليه السلام ) ليمحي أثره نضُب ( 1 ) . وقال ابن الأثير : وكان المتوكل فيه نصبٌ وانحراف ، فهدم هذا المكان وما حوله من الدور ، وأمر من يزرع ، ومنع الناس من إتيانه ( 2 ) ، وقال ابن خلكان : هكذا قاله أرباب التواريخ ، وفي سنة سبع وثلاثين ومائتين عفَّى قبر الشهيد الحسين ( عليه السلام ) وما حوله من الدور ، فكتب الناس شتم المتوكل على الحيطان ، وهجته الشعراء كدعبل وغيره ، قال : وكان المتوكل ظلوماً ( 3 ) . وقال الزركلي في سبب تسمية قبر الحسين ( عليه السلام ) بالحائر : الحائر : هو قبر الحسين الشهيد ، سُمِّي الحائر ; لأنه لمَّا خرَّبه المتوكل وأرسل عليه الماء حار الماء ولم يعلُ عليه ، فسمِّي الحائر من ذلك الحين - المشرف ( 4 ) . هذا وقد سجَّل بعض الشعراء هذه الحادثة الأليمة ، وذكروها في أشعارهم ، وأنكروا على المتوكل فعاله الشنيعة ، وهجته الشعراء كدعبل وغيره ، ومن ذلك ما ذكره أبو الفرج الإصفهاني لبعضهم قال : < شعر > بنفسي الأُلَى كَظَّتْهُمُ حَسَرَاتُكُمْ * فَقَدْ عُزِلُوا قَبْلَ المَمَاتِ وَحُشْرِجُوا ولم تَقْنَعُوا حتى استثارت قُبُورُهُمْ * كِلاَبَكُمُ منها بهيمٌ وَدَيْزَجُ < / شعر > وقال : الديزج الذي كان نبش قبر الحسين ( عليه السلام ) في أيام المتوكل ، ونبق فيه الماء ، ومنع الناس الزيارة إلى أن قُتل المتوكل ( 5 ) . ومنهم البسامي الشاعر ، وهو أبو الحسن ، المعروف بالبسامي ، الشاعر
1 - البداية والنهاية ، ابن كثير : 8 / 221 . 2 - الكامل ، ابن الأثير : 7 / 55 ، وفي تاريخ الطبري : 7 / 365 ، وامتنعوا من المصير إليه . وفي فوات الوفيات : 1 / 291 - 292 : ومنع الناس من زيارته . 3 - وفيات الأعيان ، ابن خلكان : 3 / 365 . 4 - الأعلام ، خير الدين الزركلي : 8 / 30 . 5 - مقاتل الطالبيين ، أبو الفرج الإصفهاني : 428 .