الجنة استحييت أن أمرَّ على النبي ( صلى الله عليه وآله ) فينظر في وجهي ( 1 ) . وروي عن عمر بن عبد العزيز أنه قال : لو كنت من قتلة الحسين ( عليه السلام ) وغُفر لي وأدخلني الجنة لما دخلتها حياءً من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 2 ) . وفي رواية أخرى قال : لو كنت في قتلة الحسين ( عليه السلام ) ، وقيل لي إدخل الجنة لما فعلت ، حياءً أن تقع عليَّ عين محمد ( صلى الله عليه وآله ) ( 3 ) . وقيل لرجل شهد يوم الطف مع عمر بن سعد : ويحك ! أقتلتم ذرية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ ! فقال : عضضت بالجندل ، إنك لو شهدت ما شهدنا لفعلت ما فعلنا ، ثارت علينا عصابة ، أيديها في مقابض سيوفها ، كالأسود الضارية ، تحطّم الفرسان يميناً وشمالا ، وتلقي أنفسها على الموت ، لا تقبل الأمان ، ولا ترغب في المال ، ولا يحول حائل بينها وبين الورود على حياض المنية ، أو الاستيلاء على الملك ، فلو كففنا عنها رويداً لأتت على نفوس العسكر بحذافيرها ، فما كنّا فاعلين لا أم لك ! ( 4 ) وقال الربيع بن خثيم لما بلغه قتل الحسين ( عليه السلام ) : لقد قتلوا صبية لو جاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من سفر لضمَّهم إليه ( 5 ) . وقال ابن سعد : كان أبو عثمان النهدي من ساكني الكوفة ، ولم يكن له بها دار لبني نهد ، فلمّا قُتل الحسين بن علي ( عليه السلام ) تحوَّل فنزل البصرة ، وقال : لا أسكن بلداً قُتل فيه ابن بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكان قد أدرك النبيَّ ( صلى الله عليه وآله ) ولم يره ( 6 ) .
1 - المعجم الكبير ، الطبراني : 3 / 112 ح 2829 ، مجمع الزوائد ، الهيثمي : 9 / 195 ، قال : رواه الطبراني ورجاله ثقات ، تهذيب الكمال ، المزي : 25 / 153 ، رقم : 5184 ، الإصابة ، ابن حجر : 2 / 81 . 2 - وفيات الأعيان ، ابن خلكان : 6 / 353 ، نثرّ الدر ، الآبي : 5 / 209 ، العقد الفريد ، الأندلسي : 2 / 175 . 3 - ربيع الأبرار ، الزمخشري : 3 / 344 ، نثر الدرّ ، الآبي : 2 / 117 . 4 - شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : 3 / 263 . 5 - كتاب الرد على المتعصب العنيد ، ابن الجوزي : 45 . 6 - الطبقات الكبرى ، ابن سعد : 7 / 98 ، المنتخب من ذيل المذيل ، الطبري : 121 .