وعن ابن أبي نعم قال : جاء رجل إلى ابن عمر وأنا جالس ، فسأله عن دم البعوض ، قال له : ممن أنت ؟ قال : من أهل العراق ، قال : ها انظروا إلى هذا ، يسأل عن دم البعوض ، قد قتلوا ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وقد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : هما ريحانتي من الدنيا ( 1 ) . وروي أنه لمَّا بلغ قتل الحسين ( عليه السلام ) إلى الحسن البصري بكى حتى اختلج منكباه ، وقال : وأذلاّه لأمه قتل ابنُ دعيِّها ابنَ نبيها ( صلى الله عليه وآله ) ( 2 ) . وقال الزهري : لمّا بلغ الحسن البصري خبر قتل الحسين ( عليه السلام ) بكى حتى اختلج صدغاه ، ثم قال : أذلَّ الله أمة قتلت ابن نبيها ، والله ليردَّنَّ رأس الحسين إلى جسده ، ثم لينتقمن له جدّه وأبوه من ابن مرجانة ( 3 ) . وروى شريك ، عن مغيرة قال : قالت مرجانة لابنها عبيد الله : يا خبيث ، قتلت ابن بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والله لا ترى الجنة أبداً ( 4 ) . وعن القاسم بن بخيت قال : لما أقبل وفد الكوفة برأس الحسين ( عليه السلام ) دخلوا به مسجد دمشق ، فقال لهم مروان بن الحكم : كيف صنعتم ؟ قالوا : ورد علينا منهم ثمانية عشر رجلا فأتينا والله على آخرهم ، وهذه الرؤوس والسبايا ، فوثب مروان وانصرف ، وأتاه أخوه يحيى بن الحكم فقال : ما صنعتم ؟ فقالوا له مثل ما قالوا لأخيه ، فقال لهم : حُجبتم عن محمد ( صلى الله عليه وآله ) يوم القيامة ، لن أجامعكم على أمر أبداً ، ثم قام فانصرف ( 5 ) . وعن إبراهيم النخعي قال : لو كنت فيمن قتل الحسين ، ثم غُفر لي ثم أُدخلت
1 - مسند أحمد : 2 / 93 و 114 ، المعجم الكبير ، الطبراني : 3 / 127 ح 2884 . 2 - الرد على المتعصب العنيد ، ابن الجوزي : 45 . 3 - ينابيع المودة ، القندوزي : 3 / 48 . 4 - تهذيب التهذيب ، ابن حجر : 2 / 308 ، تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر : 37 / 451 . 5 - البداية والنهاية ، ابن كثير : 8 / 213 ، تاريخ الطبري : 3 / 341 .