لي : أمّا الشاب فهو زين العابدين ابن الإمام ، ثم أركبوا بقية الحرم والأطفال على المحامل ، فلمَّا تكاملوا نادى الإمام ( عليه السلام ) : أين أخي ؟ أين كبش كتيبتي ؟ أين قمر بني هاشم ؟ فأجابه العباس : لبيك لبيك يا سيّدي ، فقال له الإمام ( عليه السلام ) : قدِّم لي يا أخي جوادي ، فأتى العباس بالجواد إليه وقد حفَّت به بنو هاشم ، فأخذ العباس بركاب الفرس حتى ركب الإمام ، ثم ركب بنو هاشم ، وركب العباس وحمل الراية أمام الإمام ( عليه السلام ) ( 1 ) . ولله درّ السيد محمد حسين القزويني عليه الرحمة إذ يقول : < شعر > وحفَّت به من آلِهِ خيرُ فتية * لها ينتمي المجدُ المؤثَّلُ والفخرُ إذا هي سارت في دجى الليلِ أزهرت * وباهت سواري النجم أوجهُها الزهرُ بكلِّ كميٍّ فوق أجردَ سابح * يتيهُ به في مشيِهِ الدِّلُّ والكبرُ إذا خَفَّ في الهيجاءِ وَقَّرَ مَتْنَهُ * بنجدةِ بأس فاطمأنَّ له ظَهْرُ هُمُ القومُ من عليا لؤيٍّ وغالب * بهم تُكشفُ الجُلَّى ويُستدفعُ الضرُّ إذا اسودَّ يومُ النقعِ أشرقن بالبها * لهم أوجهٌ والشوسُ ألوانُها صُفْرُ وما وَقَفوا في الحربِ إلاَّ ليعبروا * إلى الموت والخطيُّ من دونِهِ جسرُ يكرُّون والأبطالُ نُكْصاً تقاعست * من الخوفِ والآسادُ شيمتُها الكرُّ إلى أن ثووا تحت العجاج بمعرك * هو الحشرُ لا بل دون موقفِهِ الحشرُ وماتوا كراماً تشهدُ الحربُ أَنَّهم * أُبَاةٌ إذا ألوى بهم حادثٌ نكرُ ( 2 ) < / شعر >