وعن أبي الجارود ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : حبُّنا إيمان ، وبغضنا كفر ، ثمَّ قرأ هذه الآية : * ( وَلَكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمْ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ) * ( 1 ) ( 2 ) . وعن أبي الجارود ، عن أبي عبد الله الجدلي قال : قال لي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ألا أخبرك بالحسنة التي من جاء بها أمن من فزع يوم القيامة ، والسيئة التي من جاء بها كُبَّ على وجهه في نار جهنم ؟ قلت : بلى يا أمير المؤمنين ، قال : الحسنة حبُّنا أهل البيت ، والسيئة بغضنا أهل البيت ( 3 ) . وعن عمار الساباطي قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : إن أبا أمية يوسف بن ثابت حدَّث عنك قلت : لا يضرُّ مع الإيمان عمل ، ولا ينفع مع الكفر عمل ، فقال : إنه لم يسألني أبو أمية عن تفسيرها ، إنما عنيت بهذا أنه من عرف الإمام من آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) وتولاَّه ، ثمَّ عمل لنفسه ما شاء من عمل الخير قبل منه ذلك ، وضوعف له أضعافاً كثيرة ، وانتفع بأعمال الخير مع المعرفة ، فهذا ما عنيت بذلك ، وكذلك لا يقبل الله من العباد الأعمال الصالحة التي يعملونها إذا تولَّوا الإمام الجائر الذي ليس من الله تعالى ، فقال له عبد الله بن أبي يعفور : أليس الله تعالى قال : * ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَع يَوْمَئِذ آمِنُونَ ) * ( 4 ) ؟ فكيف لا ينفع العمل الصالح ممن يوالي أئمة الجور ؟ فقال له أبو عبد الله ( عليه السلام ) : هل تدري ما الحسنة التي عناها الله تعالى في هذه الآية ؟ هي معرفة الإمام وطاعته ، وقد قال الله تعالى : * ( وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) * ( 5 ) ، وإنما أراد بالسيئة إنكار الإمام الذي هو من الله تعالى ، ثم قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : من جاء يوم