< فهرس الموضوعات > المجلس الرابع والعشرون < / فهرس الموضوعات > المجلس الرابع والعشرون < فهرس الموضوعات > زواج خديجة ( عليها السلام ) من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) < / فهرس الموضوعات > زواج خديجة ( عليها السلام ) من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ونبذة من فضلها وحياتها الشريفة روى الشيخ الكليني عليه الرحمة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لمَّا أراد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يتزوَّج خديجة بنت خويلد أقبل أبو طالب في أهل بيته ، ومعه نفر من قريش حتى دخل على ورقة بن نوفل عمِّ خديجة ، فابتدأ أبو طالب بالكلام ، فقال : الحمد لربِّ هذا البيت ، الذي جعلنا من زرع إبراهيم ، وذرية إسماعيل ، وأنزلنا حرماً آمناً ، وجعلنا الحكَّام على الناس ، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه ، ثمَّ إن ابن أخي هذا - يعني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - ممن لا يوزن برجل من قريش إلاَّ رجح به ، ولا يقاس به رجل إلاَّ عظم عنه ، ولا عدل له في الخلق وإن كان مقلاًّ في المال ، فإن المال رفدٌ جار وظلٌّ زائل ، وله في خديجة رغبة ولها فيه رغبة ، وقد جئناك لنخطبها إليك برضاها وأمرها ، والمهر عليَّ في مالي الذي سألتموه ، عاجله وآجله ، وله - وربِّ هذا البيت - حظٌّ عظيم ، ودين شائع ، ورأي كامل . ثمَّ سكت أبو طالب ، وتكلَّم عمُّها ، وتلجلج وقصر عن جواب أبي طالب ( عليه السلام ) ، وأدركه القطع والبهر ، وكان رجلا من القسيسين ، فقالت خديجة مبتدئة : يا عمَّاه ! إنك وإن كنت أولى بنفسي منّي في الشهود ، فلست أولى بي من نفسي ، قد زوَّجتك - يا محمد - نفسي ، والمهر عليَّ في مالي ، فأمر عمَّك فلينحر ناقة فليولم بها ، وادخل على أهلك ، قال أبو طالب : اشهدوا عليها بقبولها محمداً ، وضمانها المهر في مالها ، فقال بعض قريش : يا عجباه ! المهر على النساء للرجال ، فغضب أبو طالب غضباً شديداً ، وقام على قدميه - وكان ممن يهابه الرجال ويُكره