< شعر > يتسابقون إلى الكفاحِ ودونه * وقفت تلقَّى النبلَ عن جُثْمانِهِ ( 1 ) < / شعر > وقال ابن شهر آشوب عليه الرحمة : كتب - يزيد - إلى الوليد بأخذ البيعة من الحسين ( عليه السلام ) وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الرحمان بن أبي بكر أخذاً عنيفاً ليست فيه رخصة ، فمن يأبَ عليك منهم فاضرب عنقه ، وابعث إليَّ برأسه ، فشاور في ذلك مروان فقال : الرأي أن تحضرهم وتأخذ منهم البيعة قبل أن يعلموا . فوجَّه في طلبهم وكانوا عند التربة ، فقال عبد الرحمن وعبد الله : ندخل دورنا ونغلق أبوابنا ، وقال ابن الزبير : والله ما أبايع يزيد أبداً ، وقال الحسين ( عليه السلام ) : أنا لا بد لي من الدخول على الوليد ، وذكر قريباً مما مرَّ ( 2 ) . قال الشيخ المفيد عليه الرحمة : فقال مروان للوليد : عصيتني ، لا والله لا يمكنك مثلها من نفسه أبداً ، فقال الوليد : ويح غيرك يا مروان ، إنك اخترت لي التي فيها هلاك ديني ودنياي ، والله ما أحبُّ أن لي ما طلعت عليه الشمس وغربت عنه من مال الدنيا وملكها وأني قتلت حسيناً ، سبحان الله ! أقتل حسيناً أن قال لا أبايع ، والله إني لأظنّ أن امرءاً يحاسب بدم الحسين خفيف الميزان عند الله يوم القيامة . فقال له مروان : فإذا كان هذا رأيك فقد أصبت فيما صنعت ، يقول هذا وهو غير الحامد له على رأيه ( 3 ) . وقال محمد بن أبي طالب الموسوي رحمه الله تعالى : لما ورد الكتاب على الوليد بقتل الحسين ( عليه السلام ) عظم ذلك عليه ، ثمَّ قال : والله لا يراني الله أقتل ابن نبيه ولو جعل يزيد لي الدنيا بما فيها ( 4 ) .
1 - الشواهد المنبرية ، الشيخ علي الجشي : 41 - 42 . 2 - مناقب آل أبي طالب ، ابن شهر آشوب : 4 / 88 . 3 - الإرشاد ، المفيد : 2 / 33 ، بحار الأنوار ، المجلسي : 44 / 324 ح 2 . 4 - بحار الأنوار ، المجلسي : 44 / 327 .