بهذا في آبائنا الأولين ، إن هذا إلاَّ اختلاق ، والله لو أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) تقدَّم إليهم في قتالنا كما تقدَّم إليهم في الوصاة بنا لما زادوا على ما فعلوه ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون ( 1 ) . < شعر > أبادوهُمُ قتلا وسُماً ومُثلةً * كأنَّ رسولَ الله ليس لهم أبُ كأنَّ رسولَ اللهِ من حُكْمِ شَرْعِهِ * على آلِهِ أن يُقتلوا أو يُصَلَّبُوا < / شعر > وروى المحدِّثون أن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) بكى على أبيه الحسين ( عليه السلام ) عشرين سنة ، وما وضع بين يديه طعام إلاَّ بكى ، حتى قال له مولى له : يا ابن رسول الله ، أما آن لحزنك أن ينقضي ؟ فقال له : ويحك ؟ إن يعقوب النبي ( عليه السلام ) كان له اثنا عشر ابناً ، فغيَّب الله عنه واحداً منهم فابيضَّت عيناه من كثرة بكائه عليه ، وشاب رأسه من الحزن ، واحدودب ظهره من الغمّ ، وكان ابنه حياً في الدنيا ، وأنا نظرت إلى أبي وأخي وعمي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي ، فكيف ينقضي حزني ؟ ! . ( 2 ) وروي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : بكى علي بن الحسين ( عليه السلام ) عشرين سنة ، وما وضع بين يديه طعام إلاّ بكى ، حتى قال له مولى له : جعلت فداك يا ابن رسول الله ، إني أخاف أن تكون من الهالكين ، قال : إنما أشكو بثّي وحزني إلى الله ، وأعلم من الله ما لا تعلمون ، إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلاَّ خنقتني العبرة . وقيل : إنه بكى حتى خيف على عينيه وكان ( عليه السلام ) إذا أخذ إناء يشرب ماء بكى حتى يملأها دمعاً ، فقيل له في ذلك فقال : وكيف لا أبكي وقد مُنع أبي من الماء الذي كان مطلقاً للسباع والوحوش ؟ وقيل له : إنك لتبكي دهرك ، فلو قتلت نفسك لما زدت على هذا ، فقال : نفسي قتلتها وعليها أبكي ( 3 ) .
1 - مثير الأحزان ، ابن نما : 90 - 91 . 2 - بحار الأنوار ، العلامة المجلسي : 46 / 63 . 3 - مناقب آل أبي طالب ، ابن شهر آشوب : 3 / 303 ، عنه بحار الأنوار : 46 / 108 ح 1 .