وسئل سبط ابن الجوزي في يوم عاشوراء زمن الملك الناصر صاحب حلب أن يذكر للناس شيئاً من مقتل الحسين ( عليه السلام ) ، فصعد المنبر وجلس طويلا لا يتكلَّم ، ثمَّ وضع المنديل على وجهه وبكى شديداً ، ثمَّ أنشأ يقول وهو يبكي : < شعر > ويلٌ لمن شفعاؤُه خصماؤُه * والصورُ في نشرِ الخلائقِ ينفخُ لا بدَّ أن تَرِدَ القيامةَ فاطمٌ * وقميصها بدم الحسينِ ملطَّخُ < / شعر > ثمَّ نزل عن المنبر وهو يبكي ، وصعد إلى الصالحية وهو كذلك ( 1 ) . ولله درّ ابن العرندس عليه الرحمة إذ يقول : < شعر > فويلَ يزيد من عذابِ جهنم * إذا أقبلت في الحشرِ فاطمةُ الطهرُ ملابسُها ثوبٌ من السمِّ أسودٌ * وآخرُ قان من دمِ السبطِ محمَرُّ تنادي وأبصارُ الأنامِ شواخصٌ * وفي كلِّ قلب من مَهَابتِها ذُعْرُ وتشكو إلى اللهِ العليِّ وصوتُها * عليٌّ ومولانا عليٌّ لها ظَهْرُ فلا ينطقُ الطاغي يزيدُ بما جنى * وأنّى له عذرٌ ومن شأنِهِ الغدرُ فيؤخذُ منه بالقصاصِ فيحرمُ ال * نعيمَ ويُخلىَّ في الجحيمِ له قصرُ ويشدو له الشادي فيطربُهُ الغنا * ويُسْكَبُ في الكأسِ النضارِ له خمرُ فذاك الغنا في البعثِ تصحيفُهُ العنا * وتصحيفُ ذاك الخمرِ في قلبِهِ الجمرُ أيقرُع جهلا ثغرَ سبطِ محمد * وصاحبُ ذاك الثِغر يُحمى به الثغر ( 2 ) < / شعر >
1 - البداية والنهاية ، ابن كثير : 13 / 227 . 2 - الغدير ، الأميني : 17 / 7 .