نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 65
فتقضي أنت فيها برأيك ، ثم ترد تلك القضية بعينها على قاضي مكة ، فيقضي فيها بخلاف قضيتك ، ثم ترد على قاضي البصرة ، وقاضي اليمن ، وقاضي المدينة ، فيقضون فيها بخلاف ذلك ، ثم تجتمعون عند خليفتكم الذي استقضاكم فتخبرونه باختلاف قضاياكم ، فيصوب رأي كل واحد منكم ، وإلهكم واحد ، ونبيكم واحد ، ودينكم واحد ! أفأمركم الله عز وجل بالاختلاف فأطعتموه ؟ أم نهاكم عنه فعصيتموه ؟ أم كنتم شركاء الله في حكمه فلكم أن تقولوا وعليه أن يرضى ؟ أم أنزل الله دينا ناقصا فاستعان بكم في إتمامه ؟ أم أنزله الله تاما فقصر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن أدائه ؟ أم ماذا تقولون ؟ ( ولما كانت هذه الأسئلة جديدة على عبد الرحمن ، فإنه أراد أن يعرف السائل ) ، فقال : من أين أنت يا فتى ؟ قلت : من أهل البصرة . قال : من أيها ؟ قلت : من عبد القيس . قال : من أيهم ؟ قلت : من بني أذينة . قال : ما قرابتك من عبد الرحمن بن أذينة ؟ قلت : هو جدي . فرحب بي وقربني ، وقال : أي فتى ، لقد سألت فغلظت ، وانهمكت فتعوصت ، وسأخبرك إن شاء الله ، أما قولك في اختلاف القضايا ، فإنه ما ورد علينا من أمر القضايا مما له في كتاب الله أصل أو في سنة نبيه ( صلى الله عليه وآله ) فليس لنا أن نعدو الكتاب والسنة ، وأما ما ورد علينا مما ليس في كتاب الله ولا في سنة نبيه فإنا نأخذ فيه برأينا . قلت : ما صنعت شيئا ! لأن الله عز وجل يقول : * ( ما فرطنا في الكتاب من
65
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 65