responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 45


والأحكام .
ومنها : أنا لا نجد فرقة من الفرق ولا ملة من الملل بقوا وعاشوا إلا بقيم ورئيس ، ولما لابد لهم منه في أمر الدين والدنيا فلم يجز في حكمة الحكيم أن يترك الخلق مما يعلم أنه لا بد له منه ، ولا قوام لهم إلا به ، فيقاتلون به عدوهم ويقسمون به فيئهم ويقيم لهم جمعهم وجماعتهم ، ويمنع ظالمهم من مظلومهم " [1] .
أجل ، هذه هي الأسباب التي تثبت الضرورة المطلقة للإمامة أو القيادة . وهكذا كان جواب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للخوارج ، وقد مر بنا آنفا ، ويتلخص كلامه ( عليه السلام ) في أن المجتمع يحتاج إلى القانون ، وتطبيق القانون يحتاج إلى الحكومة أو القيادة . وعلى هذا الأساس لا يتيسر استمرار الحياة الدينية والدنيوية لأي مجتمع وشعب بلا قيادة وحكومة .
بيد أن الدليل الذي ذكره الإمام ( عليه السلام ) في سياق كلامه يمكن أن يبين لنا الحكمة من ولاية الفقيه أيضا ، وفيما يأتي نصه :
" ومنها : أنه لو لم يجعل لهم إماما قيما أمينا حافظا مستودعا لدرست الملة وذهب الدين وغيرت السنن والأحكام ولزاد فيه المبتدعون ونقص منه الملحدون وشبهوا ذلك على المسلمين " [2] .
ويمكن أن نوجز فلسفة الإمامة في هذا القسم من كلام الإمام الرضا ( عليه السلام ) بحراسة الدين والحؤول دون تحريف الأحكام الإلهية .
ولا يخالجنا الشك في أن القائد من أجل تحقيق الهدف المذكور يتحتم أن يكون خبيرا متخصصا في الشؤون الإسلامية أو فقيها ، كما تصطلح عليه الحوزة العلمية .



[1] عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 100 / 1 ، علل الشرائع : 253 ، بحار الأنوار : 23 / 32 / 52 .
[2] علل الشرائع : 253 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 101 ، وما يماثلهما .

45

نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست