نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 413
بها قيادة أوصياء النبي ( صلى الله عليه وآله ) . إذ ولد ( عليه السلام ) في وقت كان الحكام العباسيون الجائرون يبذلون قصارى جهودهم للحؤول دون ولادة ذلك الموعود الذي كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد بشر به ، لبسط العدالة في العالم . لذلك اقتادوا جده وأباه إلى معسكر سامراء ، ليكونا تحت رقابتهم المباشرة . من هنا كانت ولادته - كما تنبأ الإمام الباقر ( عليه السلام ) - [1] سرية ، كولادة موسى ( عليه السلام ) ، ولم يطلع عليها إلا المقربون جدا من الإمام العسكري ( عليه السلام ) . غاب ( عليه السلام ) عن الأنظار بعد استشهاد أبيه ، وله من العمر أربع أو خمس سنين . ولو قطع اتصاله بأتباع أهل البيت ( عليهم السلام ) في تلك الظروف تماما لانفسح المجال لتأثير شك الخناسين والشياطين في ولادته . من هنا كان اتصاله بالناس عن طريق نوابه الخاصين منذ سنة 260 حتى سنة 329 ه بمقتضى الحكمة وحكم الضرورة . انتهاء النيابة الخاصة كان آخر نائب للإمام ( عليه السلام ) هو علي بن محمد السمري ، وقد تسلم رسالة من الإمام قبل وفاته بستة أيام ، وفيما يأتي نصها : " بسم الله الرحمن الرحيم ، يا علي بن محمد السمري ، أعظم الله أجر إخوانك فيك ، فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام ، فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامة ، فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره ، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جورا ، وسيأتى ( من ) شيعتي من يدعي المشاهدة ، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني