نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 365
كان ( صلى الله عليه وآله ) مشغولا في تقسيم غنائم الحرب يوما ، وكانت سياسة تأليف القلوب تقتضي اهتماما أكبر بالمسلمين الجدد من اولي النفوذ الذين كانوا يرون لأنفسهم شخصية متميزة عن الآخرين . وعندما كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يعطي كل مسلم حصته كان يلتفت إلى اليمين قليلا ، وكأنه كان يكلم أحدا ، ثم يعطي الحصة المذكورة ، وكان الحاضرون يعتقدون أنه يكلم جبريل ( عليه السلام ) . خال بعض المتظاهرين بالقداسة أن طريقة تقسيم الغنائم غير عادلة ، لذا عزم أحدهم على أن ينتقد النبي بشدة أمام الصحابة . وهذا الشخص هو ذو الخويصرة من قبيلة بني تميم . كان طويل القامة ، أسود الوجه ، غائر العينين ، مشرف الحاجبين ، محلوق الرأس ، على جبهته آثار السجود . فتقدم والنبي ( صلى الله عليه وآله ) مشغول بالتقسيم ، ولم يسلم عليه وسلم على الحاضرين . ثم ذكره باسمه ، وخاطبه خطابا مهينا ، فقال : " يا محمد ، والله ما تعدل ! " . غضب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من هذا النقد الجاهل والموقف الفظ المهين . ولم يكن غضبه بسبب انتقاده الجافي لشخصه ، بل لأن مثل هذا الانتقاد الصادر من هؤلاء " المتنسكين " يمكن أن يقدح في النبوة والإسلام ، ويزعزع النظام الإسلامي . أجل ، بانت آثار الغضب على المحيا الملكوتي لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وبينما كانت وجناته قد احمرت من شدة الغضب أجابه بهدوء : " ويحك ! فمن يعدل إذا لم أعدل ؟ ! " . وامتعض الحاضرون أشد الامتعاض من هذا الموقف الفظ ، واستأذنوا نبيهم في قتله . فقال لهم نبي الرحمة ( صلى الله عليه وآله ) : لا ، لا أريد أن يسمع المشركون أني قتلت أصحابي . . . فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، يقرأون القرآن
365
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 365