نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 363
ذلك . على سبيل المثال ، يرى الإسلام أن الموقف العلني والنقد أمام الآخرين - إلا في حالات استثنائية - مذمومان ، ويمثلان أسلوبا غير سليم . قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : " نصحك بين الملأ تقريع " [1] . وقال الإمام العسكري ( عليه السلام ) : " من وعظ أخاه سرا فقد زانه ، ومن وعظه علانية فقد شانه " [2] . ومن الأساليب غير السليمة أيضا : الموقف الحاد العنيف ، واستعمال الألفاظ القبيحة المشينة ، واختيار الظروف غير المناسبة لطرح النقد . لذلك ، فالنقد الهدام إما ينشأ عن جهل الناقد ، أو أن بواعث غير أخلاقية تفرضه ، أو أن أسلوب طرحه غير سديد ، أو تجتمع هذه الآفات كلها في إيجاده . وكلما كان جهل الناقد أكثر وحافزه أفسد وأسلوب نقده أسقم ازداد هدم نقده وتضاعفت آثار شذوذه في المجتمع . أسلوب التعامل مع النقد الهدام نظرا إلى مواصفات النقد الهدام وآثاره فلا ريب أن هذا الضرب من النقد يعد جرما وذنبا ، وأن الناقد يعتبر مجرما ومذنبا ، لذلك فاسلوب التعامل مع هذا الذنب - كأسلوب التعامل مع سائر الذنوب - يرتبط بمراعاة الآداب والظروف ودرجات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . في ضوء ذلك ، ليس النظام الإسلامي وحده مكلفا بالتخطيط للحؤول دون الانتقادات الهدامة واتخاذ الموقف منها ، بل إن كل مسلم مكلف أيضا باتخاذ الموقف