responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 355


لم يتأثر الإمام ( عليه السلام ) بمدحه وإطرائه ، أو لم يأخذ بعين الاعتبار حتى الظروف الحساسة القائمة ، فقال صلوات الله عليه :
" . . . إن من أسخف حالات الولاة عند صالح الناس أن يظن بهم حب الفخر ، ويوضع أمرهم على الكبر ، وقد كرهت أن يكون جال في ظنكم أني أحب الإطراء واستماع الثناء ، ولست بحمد الله كذلك ، ولو كنت أحب أن يقال ذلك لتركته انحطاطا لله سبحانه . . . .
. . . فلا تكلموني بما تكلم به الجبابرة ، ولا تتحفظفوا مني بما يتحفظ به عند أهل البادرة ، لا تخالطوني بالمصانعة ، ولا تظنوا بي استثقالا في حق قيل لي ، ولا التماس إعظام لنفسي ، فإنه من استثقل الحق أن يقال له أو العدل أن يعرض عليه كان العمل بهما أثقل عليه " .
وخلص إلى القول :
" فلا تكفوا عن مقالة بحق أو مشورة بعدل ، فإني لست في نفسي بفوق أن اخطئ ولا آمن ذلك من فعلي إلا أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به مني . . . " [1] .
نص الإمام ( عليه السلام ) في هذه الخطبة على إمكان خطئه لولا كفاية الله تعالى وحفظه وعصمته . ومع أنه كان محفوظا بصيانة إلهية ، بيد أنه طلب من الناس أن لا تمنعهم شخصيته السياسية والمعنوية عن نقده ، وأكد أن لو رأوا عملا غالطا في حكومته فعليهم أن يذكروه .
بكلمة بديلة : أدان الإمام ( عليه السلام ) بشدة في جوابه لذلك المادح العادة السيئة المتمثلة بالثناء على الامراء ورجال السياسة في المجتمع الإسلامي من جهة ، ومن جهة أخرى أراد أن يربي في نفوس الناس روح النقد والنظر العميق في أعمال المسؤولين عن



[1] نهج البلاغة : الخطبة 216 .

355

نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 355
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست