نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 343
أساس هذه الفلسفة تفتقد الرصيد الشعبي ، والقيادة التي تمتلك هذه الرؤية فيما يخص حقوق الناس سوف لا تحظى برضاهم ودعمهم . الحقوق المتبادلة بين الناس والقيادة يرى الإسلام أن حق القيادة السياسية للمجتمع - في إطار تعاليمه - لا يغاير حقوق الناس ، بل هو رهين بأداء القائد حقوقهم ، وهم مكلفون بطاعته ودعمه إذا روعيت حقوقهم في النظام الذي يقوده . قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في هذا المجال : " أما بعد ، فقد جعل الله سبحانه لي عليكم حقا بولاية أمركم ، ولكم علي من الحق مثل الذي لي عليكم ، فالحق أوسع الأشياء في التواصف وأضيقها في التناصف ، لا يجري لأحد إلا جرى عليه ، ولا يجري عليه إلا جرى له " [1] . وقال ( عليه السلام ) في كلام آخر ، وهو يبين الحقوق المتبادلة بين الشعب والقيادة : " حق على الإمام أن يحكم بما أنزل الله وأن يؤدي الأمانة ، فإذا فعل فحق على الناس أن يسمعوا له وأن يطيعوا ، وأن يجيبوا إذا دعوا " [2] . نلحظ في هذا الكلام أن حق القائد ليس رهينا بأداء حقوق الناس فحسب ، بل طرح حق الإمامة والولاية والقيادة بوصفه حق أداء الأمانة أيضا . نصل هنا إلى نقط بالغة الأهمية - في مجال أسس القيادة في الإسلام - وهي أن حق الحكومة في الإسلام ليس إلا تقديم نوع من الخدمة للمجتمع ، وأن القائد خادم الناس لا مالكهم ، كما قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في كلام رائع له : " سيد القوم خادمهم " [3] .
[1] نهج البلاغة : الخطبة 216 . [2] كنز العمال : 14313 . [3] تاريخ بغداد : 10 / 187 ، كنز العمال : 17517 .
343
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 343