نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 329
شيئا قليلا ) * [1] . استقلال الرأي والقيادة في ضوء ما ذكرناه حول الاستبداد والانسياق لآراء الآخرين نستنتج أنهما آفتان ، وأن استقلال الرأي ضروري للقائد ، وعلى قادة المجتمع الإسلامي أن يبتعدوا عن الاستبداد بنحو جاد ويحترموا آراء الآخرين ، بيد أنهم غير مسموح لهم أن يخضعوا لسيطرة الآخرين . وينبغي أن يكونوا أصحاب رأي مستقل ، ويسمعوا كلام الغير ، لكنهم يقفون عنده ويتأملون فيه ، ثم يتخذون القرار المناسب . قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في استقلال رأيه وعدم انسياقه : إذا المشكلات تصدين لي * كشفت حقائقها بالنظر ولست بإمعة [2] في الرجال * أسائل هذا وذا ما الخبر ولكنني مدرب الأصغرين * أبين مع ما مضى ما غبر [3] يدعو القرآن الكريم النبي ( صلى الله عليه وآله ) وجميع المسلمين إلى الاستقلال في الرأي ، وذلك في وصية إدارية ثمينة ، مع تحذيره من خطر الانسياق : * ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ) * [4] . نلحظ في هذه الآية الكريمة أن القرآن ينبه في البداية على أن آراء أكثر الناس وعقائدهم مرفوضة ، وأن من سار وراء الأكثرية ضل عن سبيل الله الذي هو سبيل
[1] الإسراء : 73 و 74 . [2] الإمعة : الذي لا رأي له ولا عزم ، فهو يتابع كل أحد على رأيه ولا يثبت على شئ . ( لسان العرب : 8 / 3 ) . [3] أمالي الطوسي : 514 / 1125 ، ديوان الإمام علي ( عليه السلام ) : 179 ، بحار الأنوار : 2 / 60 ، و : 42 / 187 / 4 . [4] الأنعام : 116 .
329
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 329