نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 324
الحزم في كيفية الدفاع . وفي هذا التجمع المصيري - الذي حضره الامراء والجنود الشجعان - نادى ( صلى الله عليه وآله ) بندائه البليغ : أشيروا علي . أي : اعرضوا علي رأيكم في أسلوب مواجهة العدو . فكان هناك رأيان : 1 - رأي عبد الله بن أبي الذي كان من منافقي المدينة . فقد اقترح أسلوب " التحصن " ، وكان يقول : لا يخرج المسلمون من المدينة ، وعليهم أن يفيدوا من الصياصي والآطام ( الحصون ) . أي ترمي النساء الحجارة على العدو من فوق الصياصي والآطام ، ويقاتل الرجال بأسيافهم في السكك ( الأزقة ) . وكان يقول - من أجل إثبات صحة رأيه - : كنا نقاتل في الجاهلية ونشبك المدينة بالبنيان ، فتكون كالحصن من كل ناحية ، والنساء تساعدنا من فوق الآطام . ومن هنا كانت مدينتنا عذراء ما فضت علينا قط . وما خرجنا إلى عدو قط إلا أصاب منا ، وما دخل علينا قط إلا أصبناه . 2 - رأي عدد من الامراء والجنود الأحداث ، خاصة الذين شهدوا بدرا وذاقوا حلاوة النصر . قالوا : إن مثل هذا الدفاع يجرئ العدو علينا ، ويضيع نصرنا الذي من الله به علينا يوم بدر . . . وأيد الأكابر من المهاجرين والأنصار الرأي الأول ، بيد أن حمزة بن عبد المطلب وسعد بن عبادة وكثيرا من الصحابة أيدوا الرأي الثاني . أما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقد قبل الرأي الثاني أيضا ، وفضل الخروج من المدينة على التحصن والقتال في سككها . فجاء إلى بيته - بعد تعيين الخط الدفاعي - ولبس لامة الحرب ، ثم خرج بتجهيزات حربية تامة . ولما نظر إليه عدد من الذين كانوا يدافعون عن الرأي الثاني ترددوا ، إذ لعل إصرارهم هو الذي دفع النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى اختيار الرأي الثاني . . . فتراجعوا وقالوا : ما كان
324
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 324