responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 302


ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ) * [1] .
القادة الربانيون خلفاء الله في خلقه . من هنا ينبغي أن تقوم حكومتهم على قاعدة الحق والعدل . وان اتباع الهوى انحراف عن صراط الله وابتعاد عن محجة الحق والعدل . على هذا الأساس نجد أن ذا الهوى ليس أهلا للخلافة الإلهية وإمامة الناس وقيادتهم .
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أوحى الله تعالى إلى داود ( عليه السلام ) فقال :
" حرام على كل قلب عالم محب للشهوات أن أجعله إماما للمتقين " [2] .
إن قيادة المرء للمتقين ليس أمرا هينا يحسن القيام به كل فرد .
ذلك أن لهم خصائص معينة ، منها أن أحدهم " ميتة شهوته " [3] ، على حد تعبير إمام المتقين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في نهج البلاغة .
من هنا لا يمكن أن يجعل الله تعالى أسير الهوى والشهوات إماما وقائدا لأناس فازوا وانتصروا في الجهاد الأكبر ، وأفلحوا في كبح النفس الأمارة . لذا عبر الحديث المتقدم من عدم أهلية العالم النزوي لقيادة المجتمع بحرمة إمامته حرمة تكوينية .
في ضوء ذلك ، لا يليق بمنصب القيادة الربانية وإمامة المتقين إلا من خلع سرابيل الشهوات عن بدنه ، وألزم نفسه العدل - كما قال الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) - بنحو تكون خطوته الأولى على طريق العدل نفي الهوى عن نفسه .
" قد خلع سرابيل الشهوات ، وتخلى من الهموم إلا هما واحدا انفرد به ، فخرج من صفة العمى ومشاركة أهل الهوى ، وصار من مفاتيح أبواب الهدى ومغاليق أبواب الردى ، قد أبصر طريقه وسلك سبيله . . . فهو من معادن دينه وأوتاد



[1] ص : 26 .
[2] مشكاة الأنوار : 85 ، روضة الواعظين : 461 .
[3] نهج البلاغة : الخطبة 193 .

302

نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 302
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست