نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 26
إن إطاعة الله والتسليم لأمره يعنيان في الحقيقة تطبيق سياسة القيادة الإبراهيمية وتوجيهاتها في الحياة الفردية والاجتماعية . من هذا المنطلق ، كان نبينا الكريم ( صلى الله عليه وآله ) مكلفا أن ينهج الخطوط الأساسية لهذه السياسة - له ولامته - مع أنه كان سيد الأنبياء والمرسلين وأعظمهم . قال تعالى : * ( ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا ) * [1] . لذلك ينبغي للمسلمين أيضا أن يكونوا حملة راية المجتمع التوحيدي والأمة المثالية النموذجية في العالم تبعا لنبيهم ، وعملا بسياسة القيادة الإبراهيمية المحمدية وتوجيهاتها . قال تعالى : * ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ) * [2] . القيادة الفرعونية يعبر القرآن الكريم عن فرعون ب " الإمام " أيضا كتعبيره عن إبراهيم ( عليه السلام ) . بيد أن إمامته تقوم على معاكسة القيم ، وفرعون إمام الكفر ، وإبراهيم إمام الإيمان ، وفرعون يهبط بالناس إلى وهدة الهوان والرذيلة ، وإبراهيم يقودهم إلى الرقي والفضيلة . بعبارة أخرى : الإمامة الإبراهيمية تهدي المجتمع إلى جنة الخلد ، أما الإمامة الفرعونية فتسوقه إلى النار . قال تعالى : * ( وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ) * [3] .