نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 255
خصفة ، إن بعضه لعلى التراب وتحت رأسه وسادة محشوة ليفا ! وإن فوق رأسه لإهابا عطنا [1] ، وفي ناحية المشربة قرظ [2] . فسلمت عليه فجلست . فقلت : أنت نبي الله وصفوته ، وكسرى وقيصر على سرر الذهب وفرش الديباج والحرير ؟ ! يا رسول الله ، ما يؤذيك خشونة ما أرى من فراشك وسريرك ؟ ! فقال : أولئك عجلت لهم طيباتهم وهي وشيكة الانقطاع ، وإنا قوم أخرت لنا طيباتنا في آخرتنا . وإن فراش كسرى وقيصر في النار ، وإن فراشي وسريري هذا عاقبته إلى الجنة " [3] . وأشار الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى الحياة البسيطة الفقيرة التي كان يعيشها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وطلب من المسلمين أن يتأسوا بهذا القائد المطلق للأمة الإسلامية في مواجهتهم للمظاهر المادية في الحياة . قال ( عليه السلام ) : " فتأس بنبيك الأطيب الأطهر ( صلى الله عليه وآله ) ، فإن فيه أسوة لمن تأسى وعزاء لمن تعزى . وأحب العباد إلى الله المتأسي بنبيه والمقتص لأثره ، قضم الدنيا قضما ، ولم يعرها طرفا ، أهضم أهل الدنيا كشحا وأخمصهم من الدنيا بطنا . . . " [4] . أجل ، كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في جميع أبعاد حياته الفردية والاجتماعية سباقا إلى العمل بكل ما كان يدعو الناس إليه . وهذا ما أدى إلى جاذبيته العديمة المثيل وقيادته التي ليس لها بديل . وكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مثله في ذلك سباقا لامته في العمل بما يقول . من هنا ورد في زيارته أنه " ميزان الأعمال " . أي : إن عمله فيما يرتبط بالله والناس ميزان لتقويم
[1] الإهاب : الجلد أو ما لم يدبغ منه . وانعطن الجلد : وضع في الدباغ وترك حتى أنتن . [2] القرظ : ورق السلم يدبغ به . والسلم : جنس شجر شائك يستعمل ورقه في الدبغ . [3] انظر الترغيب والترهيب : 4 / 200 / 120 ، و : ص 201 / 121 . [4] نهج البلاغة : الخطبة 160 .
255
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 255