responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 254


الناس يحبون من كان سباقا في العمل بما يقول ويدعو الناس إليه ، ويتفاعلون مع قيادته من الصميم . وإن أحد البواعث المهمة على جاذبية النبي ( صلى الله عليه وآله ) ونفوذه وقاعدته الشعبية بين أتباعه هو أنه كان سباقا إلى العمل بجميع الشعارات التي كان ينادي بها .
إذا كان ينادي بشعار التوحيد فهو أول الموحدين ، ولم يعتمد إلا على الله في حياته الفردية والاجتماعية والسياسية ، حتى أنه لم يستعن بالمشركين في أحلك الظروف التي مر بها .
وإذا كان يدعو الناس إلى العبادة وإقامة الليل فهو أكثرهم عبادة ، حتى أراد الله تعالى منه أن لا يشق على نفسه كثيرا :
* ( ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) * [1] .
وإذا كان ينادي بشعار العدالة فهو أول الناس في تطبيقها على نفسه وأولي قرباه .
حتى أنه عندما كان يجلس بين أصحابه يعدل في تقسيم نظراته بينهم . وإذا كان يرفع شعار دعم المستضعفين فهو كأحدهم في عيشه .
يقسم الإمام الباقر ( عليه السلام ) بالله أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لم يشبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية منذ بعثته حتى وفاته [2] ، في حين كان قادرا أن يعيش حياة الدعة والنعيم والرخاء .
بيد أنه كان يؤثر الآخرين على نفسه وعلى عائلته .
قال أبو هريرة :
" ما شبع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأهله ثلاثا تباعا من خبز البر حتى فارق الدنيا " [3] .
قال عمر :
" استأذنت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فدخلت عليه في مشربة ، وإنه لمضطجع على



[1] طه : 2 .
[2] انظر الكافي : 8 / 130 / 100 .
[3] سنن الترمذي : 4 / 579 / 2358 .

254

نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست