نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 249
المغيرة إلى دين محمد ( صلى الله عليه وآله ) . ولئن صبا الوليد وهو ريحانة قريش لتصبون قريش بأجمعها . وقالوا فيه : ما كلامه إلا السحر ، وإنه ليفعل بالألباب فوق ما تفعل الخمر ، ونهوا صبيانهم عن الجلوس إليه لئلا يستميلهم بكلامه وشمائله ، وكان إذا صلى في الحجر وجهر يجعلون أصابعهم في آذانهم خوفا أن يسحرهم ويستميلهم بقراءته وبوعظه وتذكيره . . . * ( جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم ) * . . . لأنهم كانوا يهربون إذا سمعوه يتلو القرآن خوفا أن يغير عقائدهم في أصنامهم . . . " [1] . وينقل لنا التاريخ حكايات عذبة كثيرة عن جاذبية النبي ( صلى الله عليه وآله ) التي لا نظير لها بالنسبة إلى أصحابه ، ولا مجال لنا أن نوردها هنا جميعا ، فنكتفي بالإشارة إلى نموذج منها يحمل لنا اعترافا لألد أعدائه ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو أبو سفيان . اعتراف العدو في السنة الثالثة من الهجرة دعا كفار هذيل ستة من المسلمين لتعليمهم القرآن وأحكام الإسلام . وكانوا يريدون القبض عليهم وتسليمهم لكفار قريش . ولما علم المسلمون بمكيدتهم أخذوا أسيافهم ليقاتلوهم . فقتل ثلاثة منهم ، واستسلم ثلاثة . فربطت هذيل الأسرى الثلاثة بالحبال ثم خرجوا بهم إلى مكة ليسلموهم لقريش . انتزع أحدهم - وهو عبد الله بن طارق - يده من القران ( الحبل ) ثم أخذ سيفه ، واستأخر عنه القوم ، فرموه بالحجارة حتى قتلوه . أما الآخران - وهما خبيب بن عدي وزيد بن الدثنة - فقدموا بهما مكة ، فباعوهما من قريش بأسيرين من هذيل كانا
[1] شرح نهج البلاغة : 6 / 390 . وانظر تفسير مجمع البيان : 10 / 584 و 9 / 16 ، السيرة الحلبية : 1 / 303 ، تفسير القمي : 2 / 393 .
249
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 249