نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 248
من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر ) * [1] . كان للأخلاق الكريمة التي عرف بها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - خاصة حلمه ولينه - في تعامله مع عرب الجاهلية المعروفين بفظاظتهم دور بالغ الأهمية في اجتذابهم وتنظيمهم من أجل تشكيل النواة الأولى للحكومة الإسلامية في العالم . ولولا تلك الجاذبية لأفرده الناس من غير شك كما توسم القرآن الكريم ذلك . قال الشاعر جلال الدين الرومي ما ترجمته : أنقذ أناسا كثيرين من القتل بسيف حلمه ، سيف الحلم أقطع من سيف الحديد ، بل هو يحقق نصرا لا يحققه مائة جيش . يوصي الله تعالى نبيه الكريم أن يعفو عن أخطاء أمته ، وأن يشاورهم في الأمور المختلفة تنشيطا لجاذبيته الأخلاقية أكثر فأكثر . وبلغ ( صلى الله عليه وآله ) الكمال المطلوب بتعليم الوحي الإلهي وتربيته له حتى بز جميع القادة الربانيين ، فأثنى عليه ربه جل شأنه بقوله : * ( وإنك لعلى خلق عظيم ) * [2] . لا جرم أننا لا يمكن أن نجد بين قادة التاريخ البشري من أحبه الناس وتعلقوا به ونفذ حبه في أعماق قلوبهم وضمائرهم كرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . ومن هنا اتهمه الأعداء بالسحر ، وهذه التهمة دليل حسن على إثبات جاذبيته الأخلاقية ونفوذه الخارق في نفوس الناس . قال ابن أبي الحديد : " . . . فإنه كان لا يسمع أحد كلامه إلا أحبه ومال إليه ، ولذلك كانت قريش تسمي المسلمين قبل الهجرة : " الصباة " ، ويقولون : نخاف أن يصبو الوليد بن