نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 212
سياسة الإمام ( عليه السلام ) : قال مناوئو علي ( عليه السلام ) : كان علي رجلا شجاعا ولكن لا علم له بالسياسة ، لأنه كان يستطيع في أول خلافته أن يوادع العناصر المعارضة مؤقتا ويرضيها بالمداهنة ، فيوطد بذلك أركان خلافته ، ثم يتفرغ لقمعها . بيد أن هؤلاء غفلوا عن أن خلافة علي ( عليه السلام ) كانت نهضة ثورية ، والنهضات الثورية ينبغي أن تبتعد عن المداهنة والتزوير والتزييف . وجرى مثل ذلك في عصر البعثة النبوية الشريفة حيث عرض الكفار والمشركون مرارا على النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن يساوموه ، على أن لا يتعرض لآلهتهم بسوء وهم أيضا يكفون عن التعرض لدعوته . إلا أنه ( صلى الله عليه وآله ) رفض عرضهم مع أنه كان بمقدوره أن يدهن ويساوم في تلك الأيام العسيرة ، فيعزز موقعه ثم ينبري لأعدائه . إن الدعوة الإسلامية لا تسمح لنفسها أن تضحي بحق من أجل إحياء حق آخر ، أو أن ترفع باطلا بباطل آخر . ونقرأ في القرآن الكريم آيات كثيرة حول هذا الموضوع . يضاف إلى ذلك أن مناوئي علي ( عليه السلام ) لم يرعووا عن ارتكاب أي جريمة وعن أي نقض صريح للإسلام - بلا استثناء - من أجل بلوغ أهدافهم ، وكانوا يغسلون كل وصمة عار من خلال زعمهم أنهم صحابة ومجتهدون ، بيد أن عليا ( عليه السلام ) كان متمسكا بقوانين الإسلام [1] . ويمكن أن نلخص كلام العلامة ( رحمه الله ) بما يأتي : 1 - كانت حكومة الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) نهضة ثورية ، ومن أهم أسس
[1] شيعه در اسلام ( الشيعة في الإسلام ) : 55 - 57 .
212
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 212