نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 199
شرح الصدر هو القابلية الفكرية والروحية [1] . ومن منظار القرآن الكريم ، عندما تتسع قابلية الإنسان الروحية لقبول الحق ، فإنه يحظى بالنورانية والوعي ، وفي ظلهما تصحح حركته باتجاه تكامله وتكامل مجتمعه . قال تعالى : * ( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ) * ؟ [2] إن ما يبعث على ظهور هذه النورانية وينضج القابلية القيادية في الإنسان ويجعل الوعي القيادي في مسار إمامة النور وتكامل الإنسان والإنسانية هو الإيمان والتقوى . قال جل شأنه : * ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ) * [3] . وفي ظل هذا النور يتسنى للإنسان أن يعرف طريق الحياة الصحيح ويواجه مستجداتها وحوادثها وشتى القضايا السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية كما ينبغي . والحصول على هذا النور ضروري للجميع إلا أنه يعد شرطا للقيادة الربانية ، وبدونه يتعذر أمر القيادة . ولعل هذا هو السبب الذي دفع الأنبياء أن يدعوا الله تعالى يوم عرفة - وهو يوم استجابة الدعاء - بشرح الصدر ونور البصيرة . روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أنه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة . . . : اللهم اجعل في قلبي نورا ، وفي سمعي نورا ، وفي بصري نورا ، اللهم اشرح لي صدري ، ويسر لي أمري " [4] .
[1] انظر أخلاق مديريت در اسلام : 28 . [2] الزمر : 22 . [3] الحديد : 28 . [4] المصنف لابن أبي شيبة : 7 / 107 / 1 ، الدر المنثور : 1 / 548 .
199
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 199