نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 188
العدالة والقيادة إن نظرة عميقة للقرآن الكريم والأحاديث تبين لنا أن العصمة - من منظار الإسلام - هي أسمى درجات العدالة ، وشرط لأرفع درجات قيادة الأمة . وسيأتي توضيح هذا الموضوع في الفصل الثاني من القسم الخامس ، وسنثبت هناك أن نفي مطلق الظلم عن القيادة لا يتيسر إلا إذا كان القائد معصوما . والنقطة الجديرة بالاهتمام هنا هي أن العدالة في أرفع درجاتها - بعد العصمة التي كانت لأنبياء الله وأوصيائهم ، وخاصة في عصر غيبة الإمام المعصوم كما في عصرنا الحاضر - إنما هي شرط للولاية ولقيادة المجتمع الإسلامي . بعبارة أخرى : مع أن العصمة في القيادة ليست ضرورية لغير الأنبياء وأوصيائهم الخاصين بيد أن مطلق العدالة لا يكفي أيضا ، لأن العدالة التي تعد شرطا لإمامة المجتمع وقيادته هي غير العدالة التي تمثل شرطا لإمامة الجماعة في الصلاة أو لقبول الشهادة في المحاكم ، بل إن القائد غير المعصوم ينبغي أن يتحلى بأرفع درجات العدالة الأخلاقية بعد المعصوم . ونحصل على هذه الرؤية من الإطلاق في كلام الإمام الرضا ( عليه السلام ) عن سيماء قيادة المجتمع الإسلامي . قال صلوات الله عليه : " للإمام علامات : أن يكون أعلم الناس ، وأحكم الناس ، وأتقى الناس . . . " [1] . من فاق أهل زمانه جميعهم في تقواه فهو متصف بأرفع درجات العدالة بعد الإمام المعصوم . وإذا أحرز الشروط الأخرى للقيادة أيضا فهو قمين [2] بحمل أمانة الإمامة والقيادة من منظار الإسلام .