نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 163
الاجتماعية . قال تعالى : * ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ) * [1] . ولا سبيل لتطبيق العدالة الاجتماعية إلا بمقارعة الظلم والظالمين . من هنا يذكر القرآن الكريم أن أحد أهدافه الأخرى إنذار الظالمين : * ( وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا ) * [2] . وبلغ هذا الكتاب السماوي في مقارعة الظلم مبلغا أنه حظر كل ركون إلى الظالمين ومنع كل عون لهم ، وجعل على ذلك عقابا صارما : * ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) * [3] . في ضوء ذلك ، نلحظ أن الأحاديث التي تدعو الناس إلى الصبر والسكوت على الظلم ومساومة الظالمين لا يمكن أن تكون ملاكا للعمل ، بسبب تعارضها مع القرآن الكريم . وكان النبي ( صلى الله عليه وآله ) والأئمة المعصومون ( عليهم السلام ) يوصون دائما بعرض الأحاديث على القرآن الكريم لمعرفة صوابها واعتبارها ، وإذا ورد فيها ما يخالفه فلا يقام له وزن . قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته ، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله " [4] .