نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 162
منه أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم بعيد فأنا أبعدكم منه " [1] . وقال في حديث آخر : " ما ورد عليكم من حديث آل محمد فلانت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه ، وما اشمأزت منه قلوبكم وأنكرتموه فردوه إلى الله وإلى الرسول والى العالم من آل محمد " [2] . ليس في هذين الحديثين إلا الإرشاد إلى حكم العقل البديهي القاطع . بعبارة أخرى : حتى لو لم تكن عندنا هذه الأحاديث فإن العقل السليم يحكم برفض الأحاديث السقيمة ويوصي بعدم اتخاذها ملاكا للعمل . إن النقطة اللافتة للنظر هي أن الحديث الأول يؤكد أن الموضوعات التي يدرك العقل بطلانها بجلاء لا يمكن أن تكون من الكلام النبوي في شئ ، بيد أن الحديث الثاني - مع تحريمه العمل بمثل هذه الأحاديث - يوضح أن السامع يمكن أن لا يدرك القصد الحقيقي للحديث في بعض الحالات ، فيخاله سقيما . من هنا ، لا يتسنى لنا أن نقول : كل حديث يحسبه الإنسان مخالفا للعقل مرفوض ، بل ينبغي الرجوع إلى أهله لفهم المقصود الحقيقي منه . التعارض مع القرآن الكريم ما من دين اهتم بمقارعة الظلم والظالمين ونادى بالعدالة الاجتماعية كالإسلام ، ويرى القرآن الكريم أن أحد الأهداف المهمة لرسالة الأنبياء ( عليهم السلام ) هو تطبيق العدالة