نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 160
خلال تذكيرهم بعقم المواجهة ، بيد أنهما يشتركان في شئ واحد ، وهو أن الناس غير مكلفين بإقامة الحكومة الإسلامية . إن الأحاديث الموضوعة في فصل الإمامة عن الإسلام بادية الوضع إلى درجة تستغني فيها عن كل بيان ، فالتعرف وحده على مضمونها - لمن له أدنى معرفة بالقرآن وأصول الإسلام - يكفي لإثبات وضعها . أما الأحاديث الموضوعة في تحريف أصل الإمامة فهي غير واضحة وضوح التي قبلها ، بل يمكن أن نقول جازمين : بعضها غير موضوع . إن دراسة مفصلة لهذه الأحاديث من حيث صحتها وخطأها ، وكذلك توضيح هدفها الحقيقي بالنظر إلى النصوص الإسلامية ، يتطلبان مجالا آخر . لكننا نستطيع أن نجيب المحرفين بنحو مجمل مع التوجه إلى النقاط الآتية : 1 - أن أكثر الأحاديث القابلة للاستغلال من أجل التحريف مقدوحة السند ، وصدورها عن الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) غير ثابت [1] . 2 - عندما نضع كثيرا من هذه الأحاديث - بل جميعها - إلى جانب أحاديث أخرى تدور حول الثورات التي تسبق ظهور الإمام المهدي ( عليه السلام ) ضد الحكومات الجائرة يتبين لنا أن الهدف ليس تخطئة كافة الثورات قبل ظهوره ، بل تخطئة الثورات التي تنطلق من الهوى فحسب ، ككثير من الثورات التي حدثت في عصر الأئمة ( عليهم السلام ) وأخفقت . على سبيل المثال ، لو وضعنا الحديث الذي ينص على أن " كل راية ترفع قبل قيام القائم ( عليه السلام ) فصاحبها طاغوت " إلى جانب الأحاديث التي تدعم خروج زيد [2] لعرفنا أن المقصود هو نفس ما روي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) في حديث مشابه . قال ( عليه السلام ) :
[1] انظر دراسات في ولاية الفقيه : 1 / 205 ، 256 . [2] انظر وسائل الشيعة : 11 / 35 / 1 .
160
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 160