نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 156
بالتناسب ، من أجل توجيه الناس والحؤول دون تحقيق الحكومة الإسلامية . فانتهجوا الطريق الأول في المجتمعات السنية ، والثاني أو الثالث في المجتمعات الشيعية ، وذلك من أجل تحقيق أهدافهم السياسية . إن النقطة اللافتة للنظر هي أن التحريف غير المباشر لأصل الإمامة قد استأثر كثيرا باهتمام الساسة الذين يحكمون الأقطار الإسلامية في القرن المعاصر ، بسبب ما يتصف به من تعقيد وما يقوم به من دور مضاعف فعال . وأدى علماء الدين المزيفين غير الواعين وعملاء الحكومات دورا مهما في هذا المجال . قال مؤسس الجمهورية الإسلامية في هذا الشأن : " عندما يئس الاستكبار العالمي من إبادة العلماء والحوزات الدينية اختار أسلوبين لإنزال ضربته ، الأول : أسلوب القوة والترهيب ، والآخر : أسلوب الخداع والتغلغل . ولما فقد الأسلوب الأول بريقه في عصرنا هذا نشط الأسلوب الثاني . وإن أول خطوة خطاها على هذا الطريق وأهمها هي المناداة بفصل الدين عن السياسة . ومن المؤسف أن هذا التوجه قد فعل فعله في الوسط العلمائي إلى حد ما ، حتى خيل أن التدخل في السياسة دون شأن الفقيه ، وأن ممارسة النشاط السياسي يعني العمالة للأجانب . . . وكانت وما زالت ضربات العلماء غير الواعين ووعاظ السلاطين أشد من ضربات الأعداء أضعافا مضاعفة . ونلحظ في مستهل نهضتنا الإسلامية أن أحدا إذا قال : الشاه خائن ، أجيب على الفور : إنه شيعي ! وكم عانينا من قبل ! لقد أشاعوا الفكرة القائلة : إن الشاه ظل الله . وقالوا : نحن لا نستطيع أن نقاوم المدافع والدبابات بجسومنا الضعيفة ، ونحن غير مكلفين بالجهاد والنضال . ومن هو المسؤول عن دماء القتلى ؟ والأنكى من ذلك كله أنهم رفعوا شعارهم المضل القائل : إن كل حكومة قبل
156
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 156