نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 149
الخلاصة تعد فاجعة فصل الإمامة عن الإسلام أمر الحوادث وأخطرها في التاريخ الإسلامي ، فقد مزقت هذه الكارثة أوصال المجتمع الإسلامي ، وأفرغت الإسلام من محتواه ، ودمرت المسلمين حتى أنهم ما زالوا عاجزين عن النهوض بعد مضي أكثر من ثلاثة عشر قرنا . إن أهم مسألة نطالعها في الوصية السياسية الإلهية للإمام الخميني طاب ثراه هي تقصي الأسباب التي تقف وراء انحطاط المسلمين ، ومسألة فصل الإمامة عن الإسلام . وكأنها تكرار للوصية النبوية التاريخية التي أكدت اقتران الإمامة والقيادة بالقرآن والإسلام وعدم افتراقهما أبدا . يتلازم القرآن والعترة ، والإسلام والإمامة ، والدين والسياسة تلازما وثيقا بحيث يتعذر انفصالهما . ومتى انفصل القرآن عن العترة فقد تجرد عن مفهومه الحقيقي . ومتى انفصل الإسلام عن الإمامة فكأنه انفصل عن نفسه ، والدين بلا سياسة كالدين بلا دين . إن أخطر مؤامرة في التاريخ الإسلامي استهدفت الإسلام والمسلمين - بل استهدفت البشرية كلها - هي مؤامرة فصل القيادة الربانية عن الإسلام والقرآن . وبفعل هذه المؤامرة افرغ الإسلام من محتواه وأصيب هذا النظام الإلهي الذي يمثل منهاجا لتكامل الإنسان بالعقم . تدل دراسة دقيقة لكتب الحديث التي دونت في القرون الإسلامية الأولى على أن فصل الدين عن السياسة قد تحقق باسم الدين ، وقام الساسة المحترفون باجتثاث
149
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 149