نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 136
لا يسعهم أن يسترجعوا هويتهم الإسلامية ما داموا لا يدركون خطر انفصال القيادة الربانية عن الإسلام . ذلك الخطر الذي كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد توقعه من قبل ، وهو كالقرحة المزمنة ، أصل جميع الآلام التي عانت منها البشرية . والواقع أن أساس وصية الإمام السياسية الإلهية هو وصية النبي السياسية الإلهية التاريخية إذ أنذر بخطر فصل الدين عن الإمامة والسياسة ، فقال : " إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " . يؤكد الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) في هذا الحديث - المتواتر المعتبر عند كافة المسلمين - أن الإمامة أو القيادة لا تنفصل عن القرآن والإسلام أبدا . وقال الإمام الراحل ( رحمه الله ) في تبيان هذه النقطة أيضا : " لعل قوله : ( لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) إشارة إلى أن كل ما يجري بعده ( صلى الله عليه وآله ) على أحدهما يجري على الآخر ، وأن هجر أحدهما هجر للآخر إلى أن يرد هذان المهجوران على رسول الله الحوض معا ، وهل هذا الحوض هو مقام اتصال الكثرة بالوحدة واضمحلال القطرات في البحر ؟ أو أنه شئ آخر ليس إلى عقل البشر وعرفانه إليه من سبيل ؟ ! " . لقد امتزج القرآن والعترة ، والإسلام والإمامة ، والدين والسياسة امتزاجا لا يمكن معه أن ينفصل أحدهما عن الآخر أو يفترق عنه ، وإذا انفصل القرآن عن العترة فإنه يفقد مفهومه الحقيقي . وإن افترق الإسلام عن الإمامة فكأنه قد افترق عن نفسه . وبعبارة أخرى : إن الدين بلا سياسة هو الدين بلا دين . المؤامرة الكبرى إن أكبر مؤامرة حدثت - في تاريخ الإسلام - على الإسلام والمسلمين بل على البشرية جميعها هي مؤامرة فصل القيادة الربانية عن الإسلام والقرآن . قال الإمام
136
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 136