نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 109
في مسار التكامل ، وإلا فلا تعطي الثمار المطلوبة . ومن أجل ذلك تصبح قيادة الإنسان الكامل ضرورية لا مناص منها . ويتعذر التكامل الفردي والاجتماعي للإنسان في ظل العمل الصالح بلا قيادة كفوءة حائزة على الشروط المطلوبة لهداية الإنسان ، كما أن حبة القمح لا تنمو ولا تبلغ نضجها اللازم إلا إذا كانت تتمتع برعاية المزارع الخبير وتوجيهه ، مضافا إلى الإمكانيات الطبيعية ، وربما تستغل الإمكانيات الموجودة التي يمكن أن تصب في خدمة تكامل الإنسان باتجاه حاكمية القادة المفسدين ، وانحطاط الإنسان ، وإقصاء الإسلام والقرآن عن الحياة . قال الإمام الخميني ( قدس سره ) في هذا المجال : " قامت القوى الشيطانية الكبرى أخيرا بطبع القرآن طبعة جميلة وإرساله إلى شتى أرجاء العالم - بواسطة الحكومات المنحرفة البعيدة عن الإسلام التي لصقت نفسها بالإسلام زورا - من أجل القضاء على القرآن وتثبيت الأهداف الشيطانية للقوى الكبرى ، وهي تنوي إقصاء القرآن عن ميدان الحياة بهذه المكيدة الشيطانية ، وكلنا رأينا القرآن الذي طبعه محمد رضا خان بهلوي فاستغفل به بعض الناس ، وأثنى عليه عدد من المعممين غير الواعين " [1] . وفي ضوء ذلك - كما قلنا - تتعذر الإفادة من الأعمال الصالحة لتنضيج قابليات الإنسان ما لم نستضئ بأنوار هداية القيادة الربانية . بعبارة أخرى : إن الاستهداء بقبس الوحي والبصيرة - بالتفصيل الذي مر في مبحث شروط المعرفة [2] - مشروط بالاستضاءة بنور قيادة الإمام ، وإلا ظل الإنسان في ظلمة الضلال والغي والتيه . قال تعالى : * ( أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس
[1] الوصية الإلهية السياسية للإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه . [2] مباني شناخت " أسس المعرفة " : 401 و 420 .
109
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 109