نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 94
الظلم هو وحده من يمكن أن يكون أمينا على هذا العهد [1] . وعلينا أن نعرف : ما هو الهدف من تسمية قيادة الإنسان الكامل في القرآن الكريم ب " العهد " ؟ وكيف يتحقق عهد الله الذي جعل الإنسان الكامل إماما ؟ ومع من ؟ يمكن أن يكون طرف العهد الإمام أو الأمة أو كلاهما ، ولعل الاحتمال الثالث هو الأنسب ، فالإمامة من جانب هي عهد الله مع الإمام ، إذ يحقق غاية النبوة في المجتمع ، وهي عهد الله مع الأمة من جانب آخر ، للاستمداد من نمير الوحي أكثر ، وإن تكامل الإنسان ماديا ومعنويا - وهو يمثل فلسفة النبوة أيضا - رهين بوفاء الأمة بهذا العهد الإلهي . أي : إذا أوفى الناس بالعهد الإلهي وسلموا للإمام المؤيدة إمامته من الله فإن الله تعالى يوفي بعهده أيضا ، ويتفضل عليهم بنعمة السعادة والهناء ، والرفاهية والرخاء دنيا وآخرة [2] . ب : سبيل الله لم يسأل الأنبياء أجرا على ما كانوا يقومون به من أعمال لهداية المجتمع البشري وصلاحه وانعتاقه . إنهم خدمة بلا أجر ولا منة ، وهذه نقطة شديدة الأهمية في قيادة القادة الربانيين ، وطالما أكدها القرآن الكريم في آية . نقرأ فيه أن أول الأنبياء من اولي العزم - وهو نوح ( عليه السلام ) - كان يقول بصراحة إنه يقدم خدماته للمجتمع بلا عوض ولا أجر ، وهكذا اقتدى به من جاء بعده منهم كهود وصالح ولوط وشعيب وغيرهم ( عليهم السلام ) جميعا [3] .
[1] انظر الفصل الثاني من القسم الرابع في هذا الكتاب : " العدالة والقيادة " . [2] * ( اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم ) * . البقرة : 40 . [3] انظر سورة الشعراء : الآيات 109 ، 127 ، 145 ، 164 ، 180 .
94
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 94