نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 80
وتناصرت عليه حتى أصبح من البداهة الأولية بمكان ، وأن الاعتبار العقلي ليساعد على ذلك كل المساعدة ، فإن القرآن الكريم بلغ الحد الأعلى من الإعجاز ، فله بلاغة خاصة ، وفصاحة مخصوصة ، وأسلوب بين واضح يعلو به على كل الأساليب ، فإدخال سورة أو آية من غيره فيه ينافيه ، وهذا واضح كل الوضوح . أما الكلام على المرحلة الثانية - وهي مرحلة النقيصة - فقد ذهب إليها من شواذ المسلمين فريق ضعيف اعتمد في ذلك على روايات شاذة مرسلة أو مؤولة ، فلا يعتمد عليها ولا يركن إليها بوجه من الوجوه ، وأن الاعتبار العقلي والفحص التأريخي ليدلان دلالة قطعية على بطلان دعوى وقوع النقص فيه ، فإنه لم يبلغ اهتمام أمة من الأمم في كتبها المقدسة معشار ما بلغ إليه اهتمام الأمة الإسلامية في كتابها المقدس القرآن الكريم ، ولقد كان مدونا في الصدور قبل أن يكون مدونا في السطور ، ولقد حفظ كله في عهد صاحب الرسالة ، ولقد ختمه بعض الصحابة الكرام أمام الرسول العظيم . ولقد عرف من الصحابة أشخاص بأنهم حفاظ وقراء ، مثل : زيد بن ثابت ، ومثل : عبد الله بن مسعود الذي روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في حقه أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : " من أراد أن يقرأ القرآن غضا طريا جديدا كما انزل فليقرأه بقراءة ابن أم معبد " [1] - يعني به عبد الله بن مسعود - . بل يروى عن السيد المرتضى علم الهدى ( قدس سره ) أنه يروي أن القرآن كان مجموعا مؤلفا على ما هو عليه الآن في عهد صاحب الرسالة الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) . فمن هنا وهناك ، تعرف أن دعوى النقيصة في القرآن ، دعوى لم تبن إلا على