نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 68
بين هذه الآيات ؟ وأجيب عن ذلك : بأن المراد بالمحكم في الآية التي دلت على أن آيات القرآن كلها محكمة هو كون كلامه - أعني القرآن - حقا فصيح الألفاظ ، صحيح المعاني ، وكل كلام غير القرآن هو دون كلام القرآن في الإحكام والإتقان وفصاحة اللفظ وقوة المعنى ، بحيث لا يتمكن أحد من إتيان كلام يساوي القرآن في هذه الأوصاف الفاضلة ، وهذا جرى على ما جرى عليه العرب في أوصافهم للأشياء المحكمة المتقنة ، كما تقول في البناء الوثيق والعهد الوثيق الذي لا يمكن حله : إنه محكم ، فهذا معنى وصف القرآن كله بأنه محكم . وأما ما دل على أنه بكليته متشابه ، فالمراد منه أنه يشبه بعضه بعضا ، على حد ما أشار إليه تعالى في آية ثانية بقوله تعالى : * ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) * [1] يعني لو كان بعضه واردا على نقيض الآخر لاختلف فيه نسق الكلام ، ولتفاوت في الفصاحة والركاكة ، ومثل هذا التعبير بهذا المعنى ورد في قوله سبحانه في وصف نعيم الجنة : * ( وأتوا به متشابها ) * [2] . وأما ما دل على أن بعضه محكم ، وبعضه متشابه - وهو هذه الآية الكريمة - ، فالمقصود منها سيوافيك إن شاء الله تعالى في بعض هذه المرحلة الآتية . المرحلة الثانية : في بيان معنى المحكم ومعنى المتشابه . للمحكم والمتشابه معنيان : معنى في عرف اللغة ، ومعنى في عرف الشرع أو أهل الشرع .