نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 66
فقال ( صلى الله عليه وآله ) : " بلى " . قالوا : وهذا القرآن الذي أتيت به ، كلام الله تعالى ؟ قال : " نعم " . قالوا : فأخبرنا عن قول الله تعالى : * ( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ) * [1] إذا كان معبودهم في النار ، فقد عبدوا المسيح ، أفتقول انه في النار ؟ فقال لهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " إن الله سبحانه أنزل القرآن علي بكلام العرب ، والمتعارف في لغتها أن " ما " لما لا يعقل ، و " من " لمن يعقل ، والذي يصلح لهما جميعا ، فإن كنتم من العرب ، فأنتم تعلمون هذا ، قال الله تعالى : * ( إنكم وما تعبدون ) * ، يريد الأصنام التي عبدوها وهي لا تعقل ، والمسيح لا يدخل في جملتها لأنه يعقل ، ولو قال : إنكم ومن تعبدون ، لدخل المسيح في الجملة . فقال القوم : صدقت ، يا رسول الله . وقد ورد أيضا أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال لابن الزبعرى حين أورد عليه هذا الإيراد : ما أجهلك بلسان قومك ، أما علمت أن " ما " لما لا يعقل [2] ؟ ! ونضيف إلى ذلك ما ذكره بعض السادة الأجلة من المحققين ، وهو أن الالتزام بعدم جواز العمل بظاهر القرآن يخرجه عن كونه معجزا بالبلاغة العارضة للفظ باعتبار ما أريد به من المعين ، لتوقفه حينئذ على التفسير ، وصحته مبنية على ثبوت النبوة ، فإذا توقف ثبوتها على كونه معجزا لزم الدور .
[1] سورة الأنبياء : 98 . [2] مجمع البيان : 7 / 116 ، الدر المنثور : 4 / 607 و 608 ، زبدة الأصول للشيخ البهائي : 126 .
66
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 66