نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 61
البطلان ، وإلا فما نصنع بالأخبار الصحيحة الاخر التي جعلت الرجوع إلى القرآن ميزانا يميز به بين صحيح الخبر وسقيمه ، كما ورد عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : " إذا جاءكم حديث عني فاعرضوه على كتاب الله ، فما وافقه فاقبلوه ، وما خالفه فاضربوا به عرض الحائط " [1] فكيف يمكن عرض الخبر على كتاب الله ، والمفروض أن الرجوع إليه ممنوع على الإطلاق ، إذن فلا بد من التوسط في الرأي - وخير الأمور الوسط - هو أن يقال : إن هناك من القرآن ما لا يعلم ولا يفهم إلا ببيان من أهل البيان ، وهم المعصومون ( عليهم السلام ) ، ومن القرآن ما يفهم معناه بدون حاجة إلى ذلك ، حيث إنه ظاهر اللفظ ، واضح المعنى لا سترة فيه . ويدل على التوسط ، الخبر الذي يروى عن ابن عباس ، من أنه فسر التفسير على أربعة أقسام : تفسير لا يعذر أحد بجهالته ، وتفسير تعرفه العرب بكلامها ، وتفسير يعلمه العلماء ، وتفسير لا يعلمه إلا الله عز وجل . فأما الذي لا يعذر أحد بجهالته ، فهو ما يلزم الكافة من الشرائع التي في القرآن وجمل دلائل التوحيد . وأما الذي تعرفه العرب بلسانها فهو حقائق اللغة وموضوع كلامهم . وأما الذي يعلمه العلماء ، فهو تأويل المتشابه وفروع الأحكام . وأما الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل فهو ما يجري مجرى الغيوب وقيام الساعة . [2] فمن هنا تعرف أن الرأي الوسط في هذا الأمر هو أن الرجوع إلى ظاهر القرآن
[1] مجمع البيان : 1 / 39 . [2] مجمع البيان : 1 / 26 و 40 .
61
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 61