نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 49
استخبار ، ولا نداء ، ولا غير ذلك من أساليب الكلام . هذا هو رأي الأشاعرة الذي أقروا به واستقروا عليه منذ القدم وإلى حد الآن ، لكن العدلية من أنكروا هذا الرأي وأنكروه ، ذلك أنهم قالوا : إننا لا نعقل ذلك المعنى الذي تدعيه الأشاعرة ، فحيث لا نتعقله فلا نصدقه ، وحيث إنه لا تصور فلا تصديق . هذا الوجه - كما تراه - سلب مطلق من كل نواحيه ، ذلك أنهم أنكروا تحقق الكلام النفسي ، وأنكروه بكل وجه من الوجوه ، ونحن لا نرانا نؤمن بهذا السلب المطلق بمطلقه ، ذلك أنه طالما تردد الألسن أمرا كثيرا ما وردت به الآثار والأخبار وقد يجده الانسان من نفسه - والوجدان النفسي دليل يكفي عن كل دليل - وذلك ما يسمونه " حديث النفس " وهذا حاصل في وجدان كل متكلم يريد الكلام ، وهو موجود ممكن في كل موجود ممكن بلا كلام . أما لو حاولنا نسبته إلى الواجب فهل تراه على حد ما رأيناه من عالم الإمكان من الإمكان على نحو لا يتنافى وكرامة الخالقية ، ولا يتناقض وقدس الواجبية . قد نقول هنا : إنه غير ممكن النسبة إلى مقام الخالقية ، لأنه نوع إعمال روية ، ونحو من إجالة الفكر ، وهذا لا يتناسب ومقام الواجبية . وهكذا هنا نحن نقول وإن كنا وقفنا موقف السلب في كتابنا الكبير ، وسننبه على ذلك في هامش الكتاب ، وقد نأتي على ذلك بزيادة وضوح ، وهناك شئ لا نجد بدا من التنبيه عليه ، وقد يقدر له أن يكون الوسط بين هؤلاء الخصوم - إن نظر نظرة الاحتشام والاحترام - ذلك أننا نقول : ينبغي أن نفهم أولا وقبل كل شئ هل أن الكلام من صفات الذات أم من صفات الأفعال ؟ فإن وفقنا لأن نفهم ما هو موقع الكلام من هذين الجانبين نجدنا قد وفقنا للتوفيق بين معترك هذه الآراء .
49
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 49