responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي    جلد : 1  صفحه : 48


أما الروايات فقد لا نقف في استيفائها على حد محدود ، ويضاف إلى ذلك إجماع المسلمين عامة بلا استثناء .
أما لو حاولنا الاستدلال عليه عن طريق العقل فإن إثبات القدرة العامة وإثبات صفة الحياة له تعالى يكفينا عن إقامة كل برهان ، ذلك لملازمة هاتين الصفتين لكل صفة كمالية ، ومما لا ريب فيه أن الكلام صفة كمال .
بقي الكلام في شئ آخر ذلك هو حقيقة هذا الوصف ومعناه ، ولم يزل هذا - ولا يزال - معترك الأفكار والآراء ، أحدث مشاكل ومشاكل ، كمسألة خلق القرآن التي امتحن المأمون العباسي بها علماء زمانه عهدا غير قليل ، ولعله السبب أو جزء السبب في تسمية علم " أصول العقائد " ب‌ " علم الكلام " ، وقد ذكرت بعض كتب التاريخ أن الذي أثار هذه المشكلة في أذهان بعض العلماء بيت من الشعر قاله أحد الشعراء ، وهو قوله :
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما * جعل اللسان على الفؤاد دليلا ومهما يكن من أمر وعلى كل حال فقد ذهب أهل العدل - من الإمامية والمعتزلة - إلى أن معنى اتصافه تعالى بالكلام وانتساب الكلام إليه ، هو أنه تعالى يخلق أصواتا وحروفا في أجسام تدل على المراد ، فمعنى أنه تعالى متكلم ، أنه خلق الكلام لا أنه قام به الكلام .
وذهب الأشاعرة مذهبا آخر ، ذلك أنهم قالوا : إن كلامه تعالى معنى قائم بذاته ، وهو غير العلم ، وغير الإرادة ، وغير القدرة ، هو غير هذه الصفات ، وهو مدلول هذه العبارات المختلفة باختلاف الدواعي والغايات ، وقد عبروا عن ذلك بالكلام النفسي ، وهو عندهم أيضا معنى وجداني له في نفسه شأنية الاستقلال عن أن تعرضه خصوصيات الأساليب الكلامية ، فليس هو بأمر ، ولا نهي ، ولا خبر ، ولا

48

نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست