نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 38
الروح في بدن آخر وذلك المعبر عنه بالبدن الثاني - ومعناه صورة أخرى شفافة لطيفة مشابهة لصورة البدن - فدليله في ذلك رواية ، بل روايات ، منها : ما روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) في خبر ورد فيه أنه ( عليه السلام ) سأل بعض أصحابه عما يقول الناس في أرواح المؤمنين بعد موتهم ، فقال : يقولون في حواصل طيور خضر . فقال : " سبحان الله ، المؤمن أكرم على الله من ذلك ، إلى أن قال ( عليه السلام ) : فإذا قبضه الله إليه صير تلك الروح إلى الجنة في صورة كصورته " الخبر [1] . وأما قول من قال : إن المعذب هو الروح المستقلة فقد ينحل قوله إلى قولين : قول بأن الروح نفسها تتجسد فيقع عليها مباشرة الثواب والعقاب ، ودليل هذا القول رواية أبي بصير ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : " إن الأرواح في صفة الأجساد في شجر الجنة تتعارف وتسأل ، فإذا قدمت الروح على الأرواح تقول : دعوها فإنها أقبلت من هول عظيم ، ثم يسألونها : ما فعل فلان وفلان ؟ فإن قالت لهم : تركته ، ارتجوه ، وإن قالت لهم : قد هلك ، قالوا : قد هوى ، قد هوى " [2] . والقول الآخر : إن الروح وهي في بدنها تعذب أو تثاب ويكون مثالها في الحس الرؤيا المنامية ، فإن المعذب والمنعم هو الروح لكن في ظرف البدن ، وقد جاءت رواية في الكافي : أن الرؤيا المنامية لم تكن موجودة وإنما حدثت لأجل قصة في واقعة مضمونها : أن نبيا من الأنبياء كذبه قومه حيث بشرهم بالثواب وأنذرهم بالعقاب ، وهزأوا منه ، وسخروا به ، واستبعدوا ذلك عند الموت ، فخلق الله تعالى الرؤيا تنبيها لهم على تنعم الأرواح أو عذابها ليصدقوه .