responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي    جلد : 1  صفحه : 276


يدعوا إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون ) * [1] .
حيث كانت الصلة بين العرب عامة وثيقة العرى متصلة الأجزاء ، فهم أهل محيط واحد وبيئة واحدة ، فالزوجة بينهم لا تقف عند حدود ، ولا تحدد بقيود ، لما هناك من صداقات ومعاملات ، شأن سائر الناس من أهل الوطن الواحد والبيئة الواحدة في سائر الشؤون . إذن فمنع التزويج عن نوع منهم بنوع آخر يعتبر تحديدا لتلك الحرية ، وتقييدا لتلك العادة التي ألفوها من قبل حين وسنين ، فما انتزاع ذلك بالهين اليسير ، لذلك كان منعهم عن تزوج المشركة بالمؤمن أو تزوج المؤمن بالمشركة تقييدا لتلك الحرية أو إلغاء لتلك العادة ، وما هذا وذاك بالهينين على النفوس ، فكان لزاما أن يدعم هذا الحكم بحكمة تجعل النفوس مستجيبة للتقبل والقبول ، لذلك نراه تعالى قرنه بأمرين :
أحدهما : أن الاختيار الزوجي لم يقصر على مخصوص ليكون سببا لشعور الانسان بتقييده أو تحديده ، حيث لم يفز بالمطلوب والمرغوب ، فللانسان حيث يمنع عن التزوج من فريق مخصوص مدنس بدنس الشرك ، موصوم بوصمة الكفر الذي هو فوق العيوب ، عوض عن ذلك بمن يشاركه في الرأي والعقيدة ، فللمؤمنين من المؤمنات زوجات لا تقف عند حدود ، وللمؤمنات من المؤمنين أزواج لا يقفون عند حدود ، يراعون حق الزوجية بمعناها الصحيح بما ركز في نفوسهما من الإيمان والعقيدة المانعين لهما من الاستهتار بالمقررات والمقدرات ، وليس الأمر كذلك في المشركات والمشركين ، فلا عقيدة حاجزة ولا إيمان يردع عن ارتكاب المنكرات .
وثانيهما : وصفه المشركين بكونهم يدعون إلى النار - وأي عار ذلك العار هو الارتماء بالنار ، فهذه الزوجية زوجية النار - إن صح هذا التعبير - وهذا الاقتران اقتران



[1] سوره البقرة : 221 .

276

نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي    جلد : 1  صفحه : 276
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست