responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي    جلد : 1  صفحه : 266


ينبغي أن يكون ، فاسترسال الانسان إهمال الانسانية بمعناها الصحيح ومنحه الحرية المطلقة على نحو لا تقف عند حدود هو في الوقت نفسه جناية على الحرية في أبناء نوعه الآخرين ، إن حرية الانسان المطلقة تخوله التحكم المقيت في مقدرات البلاد والعباد على غير هدوء ولا هوادة ، إذن فلا شعور بمسؤولية ، ولا نظرة ولا فكرة في حقوق ، ولا رعاية لواجب ، وهذا في حقيقته رجوع إلى البهيمية لا تمسك بحرية كما يتشدق بذلك من استجابوا للعاطفة فكانوا مجسمة عاطفة لا يتورعون ولا يرعوون ، أليس الحرية المطلقة بحق واقعها وواقعها الحق إلا الفوضوية على وجه شنيع ، وهل الفوضوية إلا الهلاك والدمار ، لو كانوا يشعرون . إذن فكان لزاما ولا بد لإطلاق الحرية أن يقيد ، ولعمومها أن يخصص ، حذار أن تستعمل في غير ما وضعت له ، وأن تستغل بسوء الاستعمال للموبقات والمهلكات ، وتلك جريمة ما وراءها جريمة لو تدبر المتدبرون .
إن الانسان مزيج مركب من عقل وعاطفة ، فلكل منها في سيره خط ، ولكل منها في سيرته نصيب ، فالحياة العقلية المحضة التي لم تمزج بمرونة العاطفة لا تطيقها الحياة ، ولا تقوى على تحملها الأحياء باطراد ، وأخيرا وبالختام يحدث التفلت المر والتهرب المشين ، وهكذا هو الحال في الحياة العاطفية المحضة ، فالاستجابة إلى العاطفة المحضة هروب بشع عن أحكام العقل وحكمه ، وتمرد طاغ على الفضيلة النفسية التي بها يكون الانسان إنسانا بمفهومه الصميم ، فالعاطفة الصميمة لا تجامع معنى الانسانية الصميمة في جميع الأحوال والشؤون ، لهذا ولذاك ولكل ذلك نرى أن لا بد من موازنة بين العقل والعواطف ، ولا بد من مزاج لطيف تتكون منه هذه الموازنة فيكون حينذاك العدل والاعتدال .
العاطفة الطاغية تريد من الانسان حرية مطلقة لا تقف عند حدود ، وهو إن

266

نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي    جلد : 1  صفحه : 266
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست