نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 245
الذي رد به على العلامة الحلي رفع الله درجته - عن النووي الشافعي في شرح صحيح مسلم من أنه لا يلزم من كون الشئ رحمة أن يكون ضده عذابا ، ولا يذكره إلا جاهل أو متجاهل ، وقد قال الله : * ( ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ) * [1] فسمى الليل رحمة ، ولم يلزم من ذلك أن يكون النهار عذابا ، وهو ظاهر لا شك فيه . [2] نقل السيد القاضي هذا عن النووي ، ورده بأن فساد هذا التأويل ظاهر ، لأن الضد عند الحكماء موجود معاقب وجود آخر في الموضوع ، وعند المتكلمين معنيان يستحيل اجتماعهما في محل واحد ، فالاختلاف في مسألة ، لا يضاد الاتفاق في مسألة ، أخرى ، وكذا انصباغ جزء من امتداد الزمان بسواد الليل لا يضاد انصباغ جزء آخر منه ببياض النهار . والحاصل : أن وحدة الموضوع والمحل شرط في تحقق التضاد ، فمراد من قال : إنه يلزم من كون الاختلاف رحمة أن يكون الاتفاق عذابا ، ليس انه إذا كان الاختلاف في مسألة رحمة ، يلزم أن يكون الاتفاق في مسألة أخرى عذابا حتى يتأتى المنع والتجهيل الذي أتى به هذا الشيخ الجاهل ، بل مراده أنه إذا كان الاختلاف في أمر رحمة يلزم أن يكون وقوع الاتفاق فيه عذابا ، وذلك كذلك ، وإذا كان الليل رحمة يلزم أن يكون وقوع النهار موقعه عذابا لاستلزامه فوات المطالب التي يطلب فيها الاستتار عن أعين الناس ، إلى غير ذلك من المقاصد التي لا تتمشى إلا في الليل . نعم ، وقوع النهار في محل آخر من أجزاء الزمان ليس بعذاب ، فيوم استتاره بحال الليل ليل أليل أعده له جهله . انتهى كريم كلامه زيد في علو مقامه .
[1] سورة القصص : 73 . [2] شرح صحيح مسلم ( النووي ) : 11 / 92 .
245
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 245