نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 219
أيضا الدميري في حياة الحيوان - حسبما عرفت - لكن لا بهذه التفاصيل ، وقد أجاب عن بعض أسئلة الإمام ( عليه السلام ) بأن الزنا لا يقبل فيه إلا أربعة طلبا للستر ، والحائض لا تقضي الصلاة دفعا للمشقة ، لأن الصلاة تكرر في اليوم والليلة خمس مرات بخلاف الصوم فإنه في السنة مرة ، لكن فيه : أن غرض الإمام ( عليه السلام ) من تلك الأسئلة ليس إلا تعجيز أبي حنيفة وإعلامه بأن القياس لا يكون صالحا باطراد لمعرفة الأحكام الشرعية ، أو مدركا للفروع العملية ، ولم يكن غرض الإمام ( عليه السلام ) بيان أن تلك الأحكام خالية عن العلل ، عرية عن الحكم ، فلا معنى للإجابة بذكر الحكم والتعاليل ، وعلى كل فقد عجز أبو حنيفة عن الجواب ، ولو اهتدى إلى التعليل لما عجز عنها في كثير أو قليل . هذه أقوال بعض التابعين وتابعي التابعين ممن يأخذ بقولهم ولهم القيمة والمقام . أما آراء العلماء ممن لهم الصوت والصيت وعليهم المعول في مثل هذه الشؤون ، فإن استقصاءها يفوت القد ، ويتجاوز الحد ، وينهي بالسامع إلى السأم والملال ، فإن دعت غريزة حب الاستطلاع ، ونوازع الاطلاع ، إلى أن تقف على شئ أو بعض شئ من تلك الأقاويل فألق نظرة على " ميزان الاعتدال " للشعراني ، ثم ألقها مرة أخرى على " تاريخ الخطيب البغدادي " ، ثم إني لا أقول لك * ( ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير ) * [1] ، بل تنقلب بزيادة الاطلاع وقوة البصيرة وتتجلى لك حقيقة الحال بكل وضوح ، وقد ترى ذلك منا إحالة على ما لم تلمسه اليد ، ولم تره العين ، وبين يديك كتاب وتحت بصرك ما تحب أن ترى منها وتلمس ، فتلمس الفائدة المطلوبة والغرض المنشود ، فنحن والحال هذه نوقفك على شئ أو بعض شئ ،